أبقار فى شاطئ النخيل!! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبقار فى شاطئ النخيل!!

نشر فى : السبت 20 سبتمبر 2014 - 12:55 م | آخر تحديث : السبت 20 سبتمبر 2014 - 12:55 م

شاطئ النخيل أو ٦ أكتوبر أو منطقة الواحد وعشرين.. كلها مسميات لمكان واحد صار للاسف عنوانا مجمعا لكل مشاكل وأزمات مصر.

هذا الشاطئ يحتار الجميع فى هويته حيث يعتقد بعض مرتاديه أنه بداية الساحل الشمالى فى حين يقول البعض الآخر انه مجرد شاطئ عادى تدهور حاله حتى صار كأنه منطقة عشوائية بائسة.

بعد العجمى مباشرة والهانوفيل يقع شاطئ النخيل عند الكيلو ٢١ على طريق الساحل. المنتجع مسور ومفصول عن المنطقة السكنية الاهلية المسماة بالـ ٢١ وهى نموذج يجسد كل امراض العشوائيات فى مصر خصوصا فيما يتعلق بانفجار المجارى وبلطجة سائقى الميكروباص وغياب اى اثر لسلطة الحكومة.

ورغم ذلك كان مرتادو الشاطئ يشعرون بفارق كبير عندما يدخلون المنتجع من حيث النظافة والهدوء خصوصا أنه نظريا قاصر على الساكنين فيه فقط.

كان المكان عنوانا للنظام خصوصا أن المهندسين العسكريين كانوا اول من عمروه وسكنوه.

شيئا فشيئا بدأ غالبية الكبار فيه يهجرونه الى المنتجعات الاكثر رقيا وفخامة خصوصا مارينا واخواتها وفى الاعوام الاخيرة صار الجميع يتعامل معه باعتباره «ابن البطة السودا».

غالبية اصحاب الشقق أو الشاليهات هناك هم من الطبقة المتوسطة أو ما تحتها. أمنية حياتهم ان يقضوا اسبوعا فى السنة على البحر لكسر ملل الحياة ومشكلات الحياة التى لا تنتهى، وعندما يصلون المكان يتفأجاون بانهم تركوا الهموم ليجدوا هموما اكثر.

بدأت أتردد على هذا المكان مع اسرتى قبل سبع سنوات، اسبوع كل عام، واحيانا كل عامين، كان المكان هادئا والبنية الاساسية والخدمات بحالة معقولة. قبل حوالى عامين تم فتح بطون شوارع الشاطئ من اجل المجارى وظلت مفتوحة لمدة زادت عن العام، وعندما تم ردمها لم يتم اعادة رصفها.

ذهبت الى المكان يوم الخميس قبل الماضى على امل قضاء يومين بعيدا عن دوامة العمل المهلكة.

المجارى تستقبلك عند مدخل الشاطئ وفى شوارع رئيسة كثيرة خصوصا شارعى ١٠ و٢٧، غالبية الشوراع تقريبا تكسرت واى سيارة لا تستطيع ان تسير باكثر من سرعة ثلاثة كيلومترات فى الساعة ولا تفلت اى سيارة من الوقوع فى حفرة غارقة فى المجارى.

الشاطئ نفسه لا يسر عدوا او حبيبا، خدمات النظافة شبه غائبة خصوصا مع الزحام القاتل الذى يجعلك تشعر انك داخل اتوبيس للنقل العام فى ساعة الذروة وليس على شاطئ يطل على البحر المتوسط!. حتى الاعشاب بنية اللون التى يلفظها البحر لا تجد من يتعامل معها اولا بأول.

وحتى تكتمل سريالية المشهد قام شخص ما عصر الاحد قبل الماضى بربط بقرة فى عامود الكهرباء بنهر الشارع الرئيسى للمدينة وهو شارع ٢٧ ، لماذا فعل ذلك ؟!.لا أحد يعرف!!.

المفترض ان هناك جمعية تدير المدينة لكنها وضعت على مدخلها ورقة تقول ان مهمتها مساعدة الاعضاء الذين سددوا الاشتراكات فقط وفى مجال العضوية. إذن من المسئول.. هل هو الحى أم من بالضبط؟.

عندما تحفر شارعا لإقامة شبكة صرف صحى يفترض ان ميزانية المشروع تتضمن اعادة رصفه، وعندما تنفجر ماسورة مجارى يفترض ان هناك حدا أدنى من احترام آدمية الناس وبالتالى إصلاحها.

ما يحدث ليس له علاقة بالامكانيات. هو امر مرتبط بالذهنية التى ترى ان من حقها تقاضى الراتب اول كل شهر وعدم العمل وتعذيب المواطنين دون ان يلومها او يعاقبها احد. وتلك هى احدى الكوارث الكبرى فى الشخصية المصرية الحالية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي