عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى.. لا تحدثنى عن السياحة - حسام السكرى - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 2:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى.. لا تحدثنى عن السياحة

نشر فى : الأحد 20 سبتمبر 2015 - 8:40 ص | آخر تحديث : الأحد 20 سبتمبر 2015 - 8:40 ص

منذ شهور قليلة وقعت مصر عقدا قيمته 68 مليون دولار مع شركة للترويج السياحى لمصر. تصورت وقتها وقبل محنة مقتل السياح المكسيكيين فى مصر، أن مشكلتنا لا تكمن فى جهل العالم بقيمة مصر كمزار سياحى. كم دولة فى العالم تتمتع بهذا العرض التاريخى النادر لمختلف الحقب والعصور. كم دولة تتمتع بمثل هذا المناخ المعتدل فى عمومه، والشواطئ الممتدة، والصحارى الخلابة والواحات!!

المشكلة الكبرى لدينا هى غياب ثقافة التعامل مع السائح، وعمليات النهب والاستغلال وإساءة المعاملة التى نعرضه لها مضافا إليها محنة التحرش.

كنت أرى ومازلت أنه من الأفضل والأجدى أن تخصص ميزانيات الترويج السياحى لما هو أجدى من إنتاج ملصقات دعاية، تتصدرها فاتنات ترتدين البكينى على شواطئ سيناء أو البحر المتوسط.
نحتاج لتغيير ثقافة المجتمع والعاملين فى قطاع السياحة بدورات تدريبية، ومسابقات لها معايير واضحة تمنح جوائز لأفضل الفنادق والمنشآت التى تتعامل مع السائح بشكل لائق ومؤدب ومحترم.

نحتاج لتنشيط جمعية أصدقاء السائح ولإدخال مواد دراسية فى مناهجنا التعليمية تؤكد أهمية السياحة كمصدر للدخل القومى، وتوعى التلاميذ والطلاب بسبل التعامل المحترم، وكيفية ترك ذكرى طيبة تدفع السائح للعودة ولتشجيع الغير على زيارة مصر.

نحتاج لوضع وخرائط ولافتات وإشارات فى الشوارع الرئيسية، بالحروف اللاتينية إلى جوار العربية، لكى نسهل على السائح التعرف على الأماكن، وتحديد موقعه والاتجاهات التى يرغب فى الذهاب إليها.

نحتاج لوقف الهجوم الهمجى الذى يحدث على السائح بمجرد خروجه من المطار، ووضع مواقف التاكسيات خارج المطارات، وتحديد تعريفة واضحة للركوب، حتى لا نفقد احترام السائح فى اللحظة التى تطأ فيها قدماه أرض مصر.

نحتاج لإلزام المطاعم والمتاجر والبازارات بوضع أسعارها بشكل واضح، وعمل آليات للمتابعة ومكافأة الملتزمين وعقاب المتجاوزين.

نحتاج لدراسة تعليقات الزوار فى مواقع التواصل الجماهيرى وعلى بوابات السياحة والسفر المعروفة على تجاربهم فى مصر، وإلى استطلاع رأى السياح الذين زارونا للتعرف على ما مروا به من مشكلات، والعمل على حلها. بل وربما نمنح جوائز لبعض من شاركوا، فى شكل رحلات لزيارتنا بعد عام أو عامين، للتعرف على مدى التقدم الذى أحرزناه.

كانت هذه أفكارى قبل أسابيع من حادث قتل السياح المكسيكيين فى الواحات. إلا أن الحالة الوطنية الفريدة التى انعكست فى أجهزة الإعلام بعد الحادث أقنعتنى بأن الوقت ليس ملائما للحديث عن مسائل هامشية مثل المستقبل أو التنمية، مع تدشين حملة وطنية تتهم العاملين فى قطاع السياحة بالانتهازية «من أجل بضعة دولارات»، وتمطرهم بدروس فى الوطنية الحقة، لأنهم لا يدركون أننا فى حالة حرب وأن البلد غير مستقر.

ولكن ماذا عن الـ68 مليون دولار التى خصصناها لشركة J W Thompson؟ وما الذى ينبغى أن نفعله بها، إذا كان التوجه أن ننحى السياحة جانبا فى هذه المرحلة؟

الأسلم ربما هو أن نطلب من الشركة مساعدتنا بحملتين: إحداهما خارجية تروج فى الصحف والمطارات لشعار جديد وليكن مثلا:«عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى لا تحدثنى عن السياحة». ولا مانع من نسبة المقولة، كما فعلنا مع سابقتها، لرئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون.

أما الحملة الداخلية فنوجهها لكل من جازف من السياح ودخل بلادنا بالفعل. لهؤلاء سنضع ملصقات وإعلانات حائطية ضخمة فى الطرق الرئيسية والمطارات، تقول بمختلف لغات العالم «اخرجوا منها بسلام آمنين».

التعليقات