البحث عن الأخلاقيات الصحفية عبر الخطوط الساخنة - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البحث عن الأخلاقيات الصحفية عبر الخطوط الساخنة

نشر فى : الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 8:20 ص

نشرت مجلة كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا للكاتب لين بيخ سيلسين يتحدث عن المؤسسات الصحفية ومواكبتها للمبادئ المتغيرة. كتب سيلسين يقول؛ تعتبر أخلاقيات الإعلام دائما قضية ساخنة فى الصحافة، ولكن هناك ما يدعو إلى إيلائها اهتماما خاصا هذه الأيام، حيث ظهرت مبادرات جديدة تشجع الأساليب القديمة فى التفكير. وقد قامت جمعية الصحفيين المحترفين بمراجعة ميثاق الشرف الخاص بها للمرة الأولى خلال 18 عاما من العصر الرقمى، وتتولى جمعية نيوز أون لاين مشروعا يتيح للصحفيين بناء قواعد فردية للأخلاق، باعتبار أنه لم يعد هناك قانون موحد يستطيع تمثيل الجميع.

ويشير الكاتب إلى سؤال، بين هذه المبادرات المتناقضة، حول ما إذا كان المزيد من القواعد الأخلاقية القياسية لا معنى له فى بيئة إعلامية متسارعة حيث تتغير باستمرار ظروف العمل بالنسبة للصحفيين. أم، أنها تمثل فى الواقع نقاط إصلاح موضوعية ضرورية للغاية فى عالم مائع حيث الكثير من الأمور نسبية وفردية بالفعل؟

وربما يكمن جزء من الإجابة فى الجوانب العملية؛ لمتى وكيف يتفاعل الصحفيون مع هذه القواعد فى الحياة اليومية الحافلة بالأحكام السريعة. ومنذ فترة طويلة، مثل: اثنان من الخطوط الساخنة لأخلاقيات مهنة الصحافة، لأكثر من عشر سنوات، مقياسان غير رسميين للقضايا التى تؤرق مجتمع الصحافة.

فإلى جانب الإفراط فى شرب القهوة، تعتبر الخطوط الساخنة المخصصة للأخلاقيات مصدرا آخر يلجأ إليه الصحفيون الذين يواجهون ضرورة اتخاذ القرارات الحساسة. ويوجد اثنان منها على الأقل فى الوقت الراهن، تدير أحدهما جمعية الصحفيين المحترفين، ويدير الآخر فرع شيكاغو التابع للجمعية. ويتولى الاثنان تقديم الإرشادات القائمة على ميثاق شرف الجمعية.

وعلى الرغم من أنه لا يبدو أن الخطين الساخنين معروفان على نطاق واسع فى مجتمع الصحافة وهو ما يسعيان لتغييره، إلا أنهما يتلقيان ما يكفى من المكالمات لتوفير نافذة سمعية لبعض المعضلات التى يواجهها الصحفيون فى حياتهم العملية.

•••

وأضاف الكاتب: يقول كيسى بوكرو، أستاذ الصحافة وعضو لجنة القيم فى جمعية الصحفيين المحترفين التى تقدم المشورة للمتصلين على خط استشارات الأخلاقيات للصحفيين، ويدير فرع شيكاغو بالشراكة مع ميديل منذ عام 2001: «مازال تضارب المصالح يمثل نحو نصف الأسئلة التى ترد إلينا، ولكن هناك أيضا أسئلة مثل: كم يمكنك أن تأخذ من الإنترنت؟ متى يكون ذلك انتحالا؟».

وفى جمعية الصحفيين المحترفين، ساعدت القضايا التى أثيرت فى الخط الساخن البالغ من العمر 14 عاما، على التعريف بالتغييرات التى أدخلت على ميثاق الشرف الصادر عن الجمعية، وتم تعديله للمرة الأولى منذ عام 1996. وعملت لجنة من 18عضوا لمدة عام تقريبا على النسخة المعدلة التى نشرت يوم 6 سبتمبر، وتعالج الآن القضايا ذات الصلة بعالم الإعلام الرقمى، على الرغم من أن بعض النقاد قالوا إن التعديلات ليست محددة بما فيه الكفاية.

وكتب ستيف باترى، الباحث الزائر فى كلية مانشيب للإعلام، على مدونته أن الميثاق فشل فى توجيه الصحفيين فى «وقت التغيير». وشكك موقع بوينتر. أورج فى الميثاق على مستوى أكثر وجودية وتساءل كيفن سميث الرئيس السابق لشئون القيم بجمعية الصحفيين المحترفين، عما إذا كانت قواعد الأخلاق مهمة بعد الآن (ورد على ذلك بالإيجاب).

وفى الوقت نفسه، تعمل جمعية أون لاين نيوز على تنمية الحشد لمشروع «أسس قواعد الأخلاق الخاصة بك»، الذى أعدته اللجنة الجديدة لأخلاقيات الصحافة فى ربيع هذا العام. ويتمثل الأساس المنطقى وراء هذا المشروع هو أنه، عندما يتعلق الأمر بقواعد الأخلاق، فإن «مقاسا واحدا لا يناسب الجميع». وفى مقابلة صحفية فى شهر مارس، قال جين ماكدونيل المدير التنفيذى لمؤسسة أونا إن الشكل القديم لميثاق أخلاق لم يعد ممكنا اتباعه فى صناعة متعددة الأوجه.

ويرى أندرو سيمان، الرئيس الجديد للجنة الأخلاقيات فى جمعية الصحفيين المحترفين، أن الميثاق المعدل الذى أصدرته منظمته يناسب عالم الصحافة الإلكترونية الحديث. ويقول «إن الميثاق المنقح يعطينا المزيد من الدعم والتوجيه فى المشاكل التى تواجه الصحفيين الآن»، مثل كيفية التعامل مع التعليقات على الإنترنت.

ويقول فريد براون، وهو مستشار لفترة طويلة على الخط الساخن التابع لجمعية الصحفيين المحترفين، وهو يعرف الآن باسم فريد الأخلاقى «لا يشعر الكثير من الصحفيين بارتياح لطبيعة التعليقات. فالعديد منها فظ، وخارج عن الموضوع»، ويضيف أن الصحفيين يتصلون بالخط الساخن لأنهم يشعرون بالقلق من سياسات صحفهم على التعليقات أو عدم التأكد من كيفية الرد عليها. وأصبحت صحافة الإعلانات مصدر قلق متزايد، أيضا، ويقول براون: «هناك المزيد من التساؤلات حول كتابات المعلنين والرعاة والخط الفاصل بينها وبين المحتوى الصحفى».

ثم، هناك مسألة علاقة الصحفيين بالمصادر. ويتساءل الصحفيون الذين يرغبون فى الترشح للمناصب عما إذا كان هذا يطرح مشكلة أخلاقية (كما يقول براون). إضافة إلى العدد الكبير من المكالمات من أفراد الجمهور الذين يتصلون للشكوى من عدم الثقة عموما فى وسائل الإعلام، أو الطلاب الذين يبحثون عن تصريحات يدرجونها فى واجباتهم الدراسية.

والعديد من المتصلين من الصحفيين غير المعينين بصحف محددة، ويقول براون «انهم على الارجح يتصلون كثيرا على الخط الساخن، لعدم وجود من يشرف عليهم.

•••

وفى نهاية المقال أوضح الكاتب أن الخط الساخن التابع لجمعية الصحفيين المحترفين يميل إلى تلقى ما يقل عن عشرة مكالمات فى الأسبوع؛ ويتلقى خط المشورة نحو مكالمة واحدة كل بضعة أسابيع فى الوقت الراهن، ويبلغ إجمالى المكالمات التى تلقاها منذ 2001 نحو 900 مكالمة. ويعتبر معظم المتصلين من الصحفيين المحنكين، كما تسبب تغيير الأجيال فى هذه الصناعة فى انخفاض المكالمات منذ بدأ خط الاستشارات. ويقول بيركو «لقد فقدنا الكثير من الناس الذين يعرفوننا. علينا أن نواصل السعى للتعريف بنا»، مضيفا أن الشباب لا يريدون أن يثيروا ضجة. انهم يحاولون حماية وظائفهم. ومع ذلك، لا يرى بيركو أن مفهوم الخط الساخن فقد أهميته، وهو يستكشف سبل رفع مستوى الوعى حول خط الاستشارات. كما يقول «إن هذه الأعمال ليست ذات حجم هائل؛ فليس لدى كل صحفى معضلة صارخة، لكننا نعرف أن هناك من يعانون من المعضلات». ويأمل سيمان أيضا فى أن يصبح الخط الساخن لجمعية الصحفيين المحترفين معروفا على نطاق واسع، مع اعتماد الميثاق الجديد. ويقدم كل من الخطين الساخنين النصح دائما وفقا لميثاق الجمعية ويوجه المتصلين إلى رمز للمساعدة الذاتية. وربما يوحى هذا أن الخطين الساخنين تثبت فقط مدى ملاءمة الميثاق الحالى للأخلاق التقليدية. ولكن فى الواقع يبدو أنها تدعم فى الوقت نفسه أهمية القواعد الفردية فعاد ما يكون المتصلون قد شكلوا آراءهم قبل الاتصال بالخط الساخن للتحقق مما إذا كانت تتطابق مع ما يقترحه الخط الساخن. ويقول بيركو «نحن نتحدث عن الصحفيين، وهم عادة أناس أذكياء يعرفون الإجابة ولكن يبحثون عن مزيد من الصقل على الاجابة والرأى المستنير، وليس فقط من يؤيد رأيهم». وتعترف الجمعيات الصحفية الأخرى بالحاجة لمناقشة المعضلات مع أقرانها أيضا، منها على سبيل المثال الخط الساخن للجمعية الدولية لرؤساء تحرير الصحف الأسبوعية، حيث يطرح الأعضاء الأسئلة ويناقشون الأخلاقيات فى منتدى على شبكة الإنترنت. وفى حين أن الأسئلة التى طرحت خلال الخط الساخن تعكس مشاكل صناعة فى حالة تغير مستمر، تستلزم الأجوبة نظاما، مع مبادرة أونا الجديدة، ربما يكون الوسيلة الأكثر ملاءمة لمعالجة أخلاقيات الإعلام فى المستقبل. وإذا لم يكن كذلك، يمكن اعتبار الخطوط الساخنة لأخلاقيات الصحافة عفا عليها الزمن. وعلى أى حال، يقول توماس كينت، زعيم مبادرة أونا «مع وجود العديد من التعريفات فى هذه الأيام حول» من هو الصحفى، فقد صار من المهم للصحفيين، أكثر من أى وقت مضى، أن يكونوا واضحين فى تحديد من هم وما الذى يدافعون عنه.

التعليقات