علاقة أساتذة الجامعات بالطلبة بعد فوز ترامب - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

علاقة أساتذة الجامعات بالطلبة بعد فوز ترامب

نشر فى : الأحد 20 نوفمبر 2016 - 11:25 م | آخر تحديث : الأحد 20 نوفمبر 2016 - 11:25 م
نشر موقع The Chronicle of Higher Education الأمريكى، المتخصص بالقضايا التعليمية مقالًا للكاتبة «فيرناندا سواريز» حول مآلات فوز ترامب على المؤسسات الجامعية والعاملين بها والكيفية التى سيتعامل بها الأساتذة مع طلابهم وتأثير ذلك على هؤلاء الطلاب الذين ينقسمون ما بين مؤيد ومعارض للرئيس الأمريكى الجديد.

تبدأ «فيرناندا» بالإشارة إلى الأستاذ المساعد بإحدى جامعات كاليفورنيا «سارة كلوتز» والتى أصابها فوز ترامب بالصدمة وخاصة عقب متابعتها لتبعات هذه الانتخابات، حيث إنها وجدت نفسها أمام آلاف الأسئلة التى لم تجد لها أية إجابات وجاء أكثر الأسئلة بعقلها إلحاحًا على الإطلاق: كيف ستتمكن من الذهاب للجامعة وتدريس الأدب الأمريكى مرة أخرى كما كانت تفعل دومًا فى التاسعة صباحًا!

جاء فوز ترامب فى الانتخابات الأمريكية خلال هذا الشهر بمثابة صدمة ليس فقط للسيدة «كلوتز» بل للعديد من الأكاديميين فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، فكما رأى الجميع كيف أن نتيجة هذه الانتخابات قد أحدثت انقسامًا كبيرًا داخل المجتمع الأمريكى ككل. وانقسم الكثير من هؤلاء الأكاديميين حول الحل الأمثل للتعامل مع ما حدث؛ فرأى بعضهم أن ينتظموا فى عملهم ويحاولون إصلاح ما فسد والتخفيف من روع الطلاب والقلق الذى يسيطر عليهم، فيما فضَّل آخرون عدم الذهاب من الأساس إلى العمل فى اليوم التالى لإعلان نتيجة الانتخابات.

وقد دفعت نتيجة هذه الانتخابات، غير المتوقعة، الأساتذة والعديد من العاملين بالحقل الأكاديمى بالولايات المتحدة (كالسيدة كلوتز) بتغيير خططهم الدراسية وما سيطرحونه على طلابهم؛ حيث رأى عدد منهم أن ما حدث يعد دراسة حالة جيدة لمناقشة الطلاب حول قضايا الاستقطاب.

وفى السياق ذاته تقول «كلوتز» أنها عقب إعلان نتيجة الانتخابات والتأكد من خسارة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، تواصلت مع أصدقائها وزملائها بالعمل من خلال وسائل التواصل الاجتماعى متسائلة عن عواقب هذه الانتخابات على طلابها، وهل من الممكن أن تؤدى إلى انقسامهم سواء داخل قاعات الدراسة أو خارجها؟ مؤكدة أنها تخشى أن ترى نتيجة هذه الانتخابات على طلابها على نحو سلبى وأن تكون مدمرة لهم وتغيّرهم عما كانوا عليه من قبل من مرح وتفاؤل.

وعقب أول يوم من إعلان نتيجة الانتخابات والذى وافق الأربعاء 9 نوفمبر قررت «كلوتز» تغيير موضوع محاضرتها والذى كان من المقرر أن يكون عن الشاعرة الأمريكية «إيميلى ديكنسون»؛ حيث رأت أن طلابها يرغبون فى الحديث عن الانتخابات ومشاعرهم إزاء ما حدث، ولهذا شعرت بأنه يجب عليها أن توفر لهم مُناخًا آمنًا للحديث عن آرائهم وأن تدير هذه المناقشة حول الانتخابات معهم، رغم عدم معرفتها بالميول السياسية لهم. وبدأت المناقشة التى حاولت فيها أن تجعل الطلبة يثقون بها كمديرة لهذه الجلسة النقاشية، وطلبت منهم معرفة شعورهم حول هذه الانتخابات باستخدام كلمات تصف ذلك الشعور، وجاءت أجوبتهم بكلمات مثل: «القلق ــ الإحباط ــ التخبط ــ الارتباك ــ السذاجة»، ولم تستغرق المناقشة طويلًا حتى تتحول إلى حوار مثمر وهادف. وخلال ذلك سألتهم حول ما يمكن أن تفعله بعض الجماعات العرقية والاجتماعية والاقتصادية فيما بعد فوز ترامب وتأثير هذه النتيجة عليهم. واستمرت المناقشة وأثيرت بها العديد من الأسئلة والقضايا الهامة إلى أن انتهى الوقت وحينها قالت «كلوتز» إنها ستكون بمكتبها لمن يرغب باستكمال المناقشة وبالفعل تبعها عدد من الطلبة ــ وإن كانوا قليلين ــ. وقد أدركت منذ صباح ذلك اليوم أنه بات عليها مناقشة طلابها بأمور وأحداث جارية أكثر أهمية من قضايا السباق الرئاسى كالقضايا المتعلقة بالإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية النساء.

***
تتطرق «سواريز» إلى نموذج آخر من الأساتذة وهى «مارام جويى» أستاذ الأدب الأفريقى بإحدى جامعات ولاية كارولينا والتى تقول إنها لم تتمكن من التدريس إلى الطلبة فى اليوم التالى لإعلان نتيجة الانتخابات «الأربعاء»، وذلك لأنها قضت الوقت تفكر كيف ستتمكن من مواجهة طلابها وماذا ستقول لهم فى اليوم التالى «الخميس»!

وبالفعل فى اليوم التالى توجهت إلى طلابها والذى لا تعنيهم السياسة ولا يتحدثون عنها، إلا أنها كانت تعتقد بوجود مؤيدين لترامب بين صفوفهم، ولكن بما أنها امرأة مسلمة أفريقية ومواطنة أمريكية مجنسة فأغلب خطابات الرئيس ترامب كانت موجهة لها ولمن هم فى أوضاع مشابهة لها. ولهذا لم يكن لديها أى خيار سوى مواجهة هويتها كامرأة مسلمة ذات بشرة سوداء إلى طلابها. وتستطرد قائلة بأنه كان لابد من التحدث فى أمور كهذه حتى وإن كانت أمورًا شائكة لا يريد الناس التحدث بها، مؤكدة أن التعليم ما هو إلا التحدث فى الأمور غير المريحة والجدلية.

وبشكل عام يرى عدد من الأكاديميين بأن ملامح المشاركة الانتخابية بهذه الانتخابات ستؤدى إلى تغيير خططهم الدراسية على مدى سنوات قادمة وليس خلال هذه الفترة فقط، وأن ما حدث سيجعل الطلاب يشككون بعملية الاقتراع.

***
من جهة أخرى ترى «ريبيكا جى كريتزير» الأستاذ المساعد للسياسات العامة بإحدى جامعات ولاية كارولينا بأن هذه الانتخابات تعتبر درسًا من أجل التعاطف مع طلابها، فتقول بأنه قد كان هناك الكثير من طلابها، وحتى المحافظون منهم، قد بذلوا جهدًا كبيرًا العام الماضى خلال دعمهم لترامب ويعود ذلك بشكل جزئى إلى خطابه حول الجماعات الطلابية، وأضافت أن هذه الدورة الانتخابية فقدت شيئا مهما للغاية وهو التعاطف مع مؤيدى ترامب، وأنه كان مطلوبا أن يتم تسليط الضوء عليهم وحول نقاشاتهم ولكن الإعلام كان فقيرًا للغاية فى ذلك.

وفى صباح اليوم التالى لإعلان نتيجة الانتخابات تقول «كريتزير» إنها توجهت إلى طلابها وبعثت الطمأنينة فى نفوسهم بأنه بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ومن يدعمون فهى على أتم الاستعداد لسماعهم جميعًا، مؤكدة على أن الطلاب ــ على اختلاف هوياتهم ما بين الأقليات أو المثليين أو المتحولين جنسيًا... إلخ ــ يريدون من يخبرهم بأن كل شىء سيكون على ما يرام رغم كل ما يحدث.

على صعيد آخر تقول «نياشا جونيور» أستاذ التوراة بإحدى جامعات ولاية بنسلفانيا، بأن الأساتذة عليهم الاعتناء بأنفسهم بجانب رعاية طلابهم، ورأت بأن أصحاب البشرة السوداء كزملائها بالجامعة وخاصة بالمؤسسات ذات الأغلبية من البيض سيواجهون المزيد من الضغوط، مما دفعها للاطمئنان على عدد من زملائها ذوى البشرة السوداء، عقب إعلان نتيجة الانتخابات، ونصحها للبعض بالعودة إلى البيت بأسرع وقت خوفًا من التعرض لأية مخاطر.

وتشير فى السياق ذاته «أماندا آن كلاين» الأستاذ بإحدى جامعات ولاية كارولينا، بأنها تشعر بالذنب تجاه ما حدث لمجرد أنها امرأة بيضاء، وتقول إن عددًا من زملائها الأساتذة قد أجهشوا بالبكاء لخوفهم من المرحلة القادمة ومما سيبدو عليه واقع الولايات المتحدة خلال عهد ترامب.

***
تختتم الكاتبة بما تقوله «كلاين» حول أن المجتمع الأمريكى بات سقيمًا ولديه مخاوف حقيقية تدعو للقلق وأن هناك فئات بعينها ستعانى كثيرًا وستواجه صدمات عدة خلال الفترة القادمة وخاصة المسلمين وذوى البشرة السوداء.


النص الأصلى
التعليقات