تفسير جديد للموقف الأمريكى من قطر - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تفسير جديد للموقف الأمريكى من قطر

نشر فى : الإثنين 20 نوفمبر 2017 - 9:50 م | آخر تحديث : الإثنين 20 نوفمبر 2017 - 9:50 م
مساء الأحد الماضى التقيت دبلوماسيا خليجيا مرموقا بعد لحظات من انتهاء الاجتماع العاجل لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، الذى كان مخصصا لمناقشة الطلب السعودى بإدانة الدور الإيرانى المهدد للأمن القومى العربى خصوصا عبر حزب الله اللبنانى.

سألت الدبلوماسى الخليجى ــ الذى ينتمى لدولة خليجية مقاطعة لقطر ــ عن تفسيره للموقف الأمريكى الذى يبدو غامضا فيما يتعلق بقطر، ولماذا تعطى واشنطن إشارات متناقشة بشأن موقفها، حيث نقرأ تغريدات قوية جدا من الرئيس دونالد ترامب ضد الدوحة، لكننا نتفاجأ بمواقف متناقضة جدا، سواء من وزارة الدفاع «البنتاجون» أو وزارة الخارجية، تفسرها الحكومة القطرية بأنها مؤيدة لها؟!.

المسئول الخليجى ــ المطلع بدقة على ملف الموقف الأمريكى من الملف القطرى ــ قال إن غالبية أعضاء الكونجرس الأمريكى، يتفقون مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، فى تشخيص دور الحكومة القطرية الداعم للإرهاب، وضرورة تضييق الخناق عليها ومعاقبتها حتى تتوقف عن ذلك. كما أن موقف البيت الأبيض واضح جدا فى إدانة قطر، منذ زيارة ترامب للرياض فى مايو الماضى وحتى هذه اللحظة، ويريد حلا جذريا للأزمة يتمثل فى ضرورة وقف الدوحة لدعمها للإرهاب والإرهابيين، لكن المشكلة تتمثل فى موقفى وزارتى الدفاع والخارجية.

المسئول الخليجى قال إن ما يشغل البنتاجون ليس التعاطف مع الدوحة أم لا، لكن ما يشغله هو القاعدة الأمريكية الموجودة فى العديد القطرية، وهى الأكبر على الإطلاق خارج الأراضى الأمريكية. يضيف أن بعض الدول الخليجية عرضت على البنتاجون بناء قاعدة أمريكية بديلة خارج قطر، لكن البنتاجون لا يبدو متحمسًا للفكرة، لأن وجهة نظره أن إنشاء القاعدة البديلة، سوف يستغرق وقتًا قد يصل إلى سبع سنوات، وسيكلف أكثر من ثمانية مليارات دولار إضافة إلى أن الدوحة تتحمل الآن جميع المصاريف فى قاعدتى العديد والسيلية.

أما تفسير موقف وزارة الخارجية، فهو أن الوزارة مهمومة ومشغولة طوال الوقت بفكرة إدارة الأزمة، فى حين نحن فى الخليج مشغولون بحل الأزمة. والغريب ــ كما يقول المسئول الخليجى ــ إن الولايات المتحدة أبلغت دولة خليجية كبرى بأنها تتفق معها فى الأهداف المعلنة من مقاطعة قطر، ولكنها تختلف فى الأسلوب. وعلى سبيل المثال فوزارة الخزانة الأمريكية حاولت فرض عقوبات على الدول التى تؤيد الإرهاب، أو حتى لا تحاربه بالطريقة الصحيحة، لكن وزارة الخارجية اعترضت وأبلغت «الخزانة» بأنها تفضل الطرق الدبلوماسية وليس الصدام والحلول الجذرية!!.

الحكومة الخليجية ردت على وزارة الخارجية الأمريكية، بأنهم حاولوا بالطريقة الدبلوماسية الهادئة والسرية عشرين سنة مع قطر، لكن هذا الأسلوب لم يجد بل توحش الدور القطرى المؤيد والداعم للإرهاب، وسألوا الخارجية الأمريكية ماذا نفعل فى هذه الحالة؟!!!.

التقدير فى هذه الدولة الخليجية، أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما رفعت شعارات مثالية كثيرة لكنها كانت مشغولة بالتوصل إلى حل مع إيران بكل السبل الممكنة، وعاشت طهران شهر عسل طويل مع أوباما استمر ثمانى سنوات، انتهى بتوقيع الاتفاق الذى أعطى إيران المزيد من الأوكسحين والمزيد من البلطجة فى المنطقة، وهذا الأسلوب هو الذى استفادت منه قطر أيضا.

لكن فى تقدير هذا المسئول فإن أوروبا بدأت تتحدث عن ضرورة محاسبة إيران حتى بعد توقيع اتفاق ستة زائد واحد، ويرى أيضا أن بلدان الخليج نجحت فى محاصرة وعزل إيران فى العديد من بلدان العالم خصوصًا فى إفريقيا وفى آسيا ولم تعد إيران قادرة على التحرك بحرية فى العديد من بلدان العالم، وكذلك الحال بالنسبة لقطر، وبالتالى فإن معدل ونشاط التحركات الإرهابية بدأ يقل. انتهى كلام المسئول الخليجى الذى غادر القاهرة قبل قليل من منتصف ليل الأحد فى طريقه لبلاده. كلماته قد تلقى الضوء على مستقبل الأيام المقبلة فى المنطقة. وأغلب الظن أننا ذاهبون إلى أيام صعبة للغاية للغاية.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي