عن عزوف الشباب - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن عزوف الشباب

نشر فى : الثلاثاء 21 يناير 2014 - 9:35 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 يناير 2014 - 9:35 ص

عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة فى الاستفتاء على الوثيقة الدستورية 2013 جاء نظرا لانشغالهم فى المهام الدراسية وامتحانات الجامعات. عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة رتبه استبعادهم من التمثيل فى المناصب التنفيذية وتهميشهم فى المساحة العامة. عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة ارتبط بعدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة فى تشكيل مجلس وطنى لهم وإعطائه مظلة حكومية. عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة تواكب مع التوترات المستمرة التى تصنعها جماعة الإخوان فى الجامعات.

لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن الدولة والحكومة وجميع المؤسسات الرسمية ألقت بثقلها خلف الرأى الواحد، الموافقة على الوثيقة الدستورية والتى تحولت إلى دليل إثبات للوطنية ومن ثم إلى تجريم معنوى للرأى الآخر، الرفض والتصويت بلا.

لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن انتهاكات حقوق الإنسان والحريات حاصرته من كل صوب وحدب خلال الأشهر الماضية وترجمت إلى اعتقالات وقمع وعنف ومنع للرأى الآخر وعودة للأمن إلى الجامعات.

لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن النقاش العام جرى خلال الأشهر الماضية باتجاه الإدانة المعنوية لحراك بعض قطاعات الشباب ــ تحديدا الطلابية، وهو الحراك الذى وإن رفع جزء منه شعارات موالية لجماعة الإخوان لم يقتصر عليها وتجاوزها إلى البحث عن سبل استعادة مسار ديمقراطى حقيقى.

لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن طموحهم إلى الحرية والإنسانية الذى فجر ثورة يناير 2011 وأبقى الكثير منهم فى ميادين وشوارع مصر للتظاهر وللاحتجاج السلمى خلال السنوات الثلاث الماضية طمسته سياسات وممارسات وأقلام وألسنة خيرت الناس بين الأمن والحرية وأقنعتهم زيفا بأن المصريات والمصريين غير مهيئين للديمقراطية ولا لتجربتها وأن الاستقرار يمثل القيمة الأعلى المرجوة فى بلدنا.

لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن إعادة إنتاج خطاب «الأمن قبل الحرية» ومقولات «الاستقرار» وللتصويت بنعم على الوثيقة الدستورية أدارتها وجوه يدرك الشباب جيدا فقدانهم للمصداقية إما لارتباطهم العضوى بنظام الرئيس الأسبق مبارك أو لارتباطهم العضوى بالمكون العسكري ــ الأمنى أو لمساومتهم على مبادئ حقوق الإنسان والحريات وتحايلهم عليها.

لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأنهم مازالوا يبحثون عن بديل لمصر عنوانه العريض هو الديمقراطية وليس احتفاليات خالية من المضمون لتمثيل وتمكين الشباب بمناصب تنفيذية أو بمجالس وطنية.

غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات