الاهتمام الإسرائيلي بتطور مجال استخدام الطائرات دون طيار لدى حزب الله وحماس - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاهتمام الإسرائيلي بتطور مجال استخدام الطائرات دون طيار لدى حزب الله وحماس

نشر فى : الأحد 21 يناير 2018 - 10:30 ص | آخر تحديث : الأحد 21 يناير 2018 - 10:30 ص

يبدأ الكاتب حديثة بأنه يوم السبت الفائت هاجم سرب مكون من 13 مروحية رباعية القاعدة الروسية الرئيسية في سورية، غير بعيد عن مدينة الميناء ـ اللاذقية. طبقاً لبيان وزارة الدفاع الروسية في موسكو، تم إسقاط سبع مروحيات رباعية بواسطة صواريخ مضادة للطائرات، بينما تم إسقاط المروحيات الرباعية الست الأُخرى، بعد تمكن نظام الحرب الإلكترونية الروسية من تشويش عمل أنظمة الاتصال والتوجيه الخاصة بالمروحيات الرباعية، ومن السيطرة عليها وإخضاعها.
وقد أفادت المعلومات بأن الجهة التي نفذت هذه العملية المتطورة هي أحد تنظيمات المتمردين المعتدلين الذين يواصلون القتال ضد نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين. فقد انطلقت هذه المروحيات الرباعية في مهمة "انتحارية": على كل واحدة منها كانت حمولة من المواد المتفجرة تراوح وزنها بين بضع مئات من الغرامات وأكثر من كيلوغرامين اثنين، وقد تم توجيهها للانفجار تلقائياً في القاعدة التي تجثم فيها طائرات حربية ومروحيات وقاذفات وجنود من القوات الروسية.
ويذكر الكاتب أنه خلال زيارته الأخيرة إلى سورية والتي أعلن فيها - سوياً مع مضيفه الأسد - الانتصار في الحرب الأهلية، صرح فلاديمير بوتين بأن الجيش الروسي يستعد لمغادرة الأراضي السورية خلال مدة أقصاها موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا، بعد نحو شهرين، لكن لا علامات تدل على هذا حتى الآن.
ينطوي هجوم المروحيات الرباعية هذا على دروس مهمة جداً بالنسبة إلى إسرائيل، سواء في مقابل حزب الله في لبنان أو في مقابل "حماس" في قطاع غزة. فإسرائيل الرائدة في تطوير الطائرات المسيّرة تُعدّ دولة عظمى دولياً في هذا المجال. وهي تمتلك طائرات مسيّرة من أنواع متعددة وبأحجام متنوعة قادرة ـ
يوضح الكاتب أنه لا شك في أن قدرات إيران وحزب الله و"حماس" هي أقل كثيراً من قدرات إسرائيل. ومع ذلك لا تستخف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مطلقاً بتطور هذا المجال لدى أعدائها.
يمتلك حزب الله بعض الأسراب التي تضم بضع مئات من الطائرات المسيّرة المتطورة جداً من طراز "مرصاد" و"أبابيل" من صنع إيراني، ويستخدمها التنظيم (حزب الله) في مهمات استخباراتية وهجومية على حد سواء في سورية. وكان حزب الله استخدم الطائرات المسيّرة في حرب لبنان الثانية سنة 2006، حين أرسل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية طائرتين من دون طيار قامت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بإسقاطهما. خلال السنوات الـ 11 التي انقضت منذ ذلك الوقت، نجح حزب الله في اختراق الحدود الإسرائيلية بضع مرات أُخرى وإرسال طائرات مسيّرة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في مهمات تجسسية، ولفحص مدى قدرة الكشف والرد لدى منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
يستخدم حزب الله طائراته المسيّرة لمهمات تجسسية في سورية ويرسلها نحو الحدود الإسرائيلية هناك أيضاً. وقد أسقطت أنظمة الدفاع الجوي وسلاح الجو عدداً من هذه الطائرات التي دخلت إلى المنطقة المنزوعة السلاح مقتربة من الحدود الإسرائيلية. أما حركة "حماس" في قطاع غزة فقد بدأت، بتوجيه من إيران وحزب الله، ببذل جهود مكثفة لتطوير قدرات جوية خاصة بها. فمنذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في القطاع في صيف 2014، ثم بعدها أيضاً، نجحت الدفاعات الجوية والطائرات الحربية الإسرائيلية في إسقاط بضع طائرات مسيّرة صغيرة تابعة لـ"حماس". لكن هذه الحركة كثفت جهودها ومحاولاتها في هذا المجال خلال السنتين الأخيرتين بصورة خاصة. إنها خطوة استراتيجية من جانبها، ويبدو أنها تأتي أيضاً على خلفية إدراك قادة الجناح العسكري في الحركة بأن سلاح الأنفاق الهجومية يضيع من بين أيديهم. وهو يحصل لأن إسرائيل تحقق، بفضل المعلومات الاستخباراتية الجيدة جداً والتقنيات الحديثة والمعدات النوعية (معدات الحفر في باطن الأرض)، إنجازات مهمة في كشف الأنفاق وتدميرها. ومنذ سبتمبر الفائت تم كشف وتدمير ثلاثة أنفاق كان آخرها في نهاية الأسبوع الماضي.
قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان هذا الأسبوع إنه لا زال هناك بعض الأنفاق، طبقاً لتقديرات الجهات الأمنية، وإنه سيتم كشفها في نهاية المطاف. أما رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت فقد حدد لنفسه هدف تدمير الأنفاق كلها حتى نهاية ولايته في نهاية السنة الحالية 2018. حيال ما تواجهه "حماس" من تصدي "القبة الحديدية" لمحاولاتها وقدراتها في مجال إطلاق القذائف والصواريخ، تحاول هذه الحركة إيجاد وسائل قتالية أُخرى بديلة وناجعة. وإحداها هي قذائف 80 ملم و120 ملم يجري إطلاقها من غزة إلى إسرائيل من حين إلى آخر، والتي توفر "القبة الحديدية" رداً غير كاف عليها، علماً بأن جميع المحاولات الكثيرة لتطوير نظام خاص لإسقاط هذه القذائف لم تثمر بعد.
ثمة بديل آخر هو، كما ذكرنا، الطائرات المسيّرة، وهو ما تبذل "حماس" جهوداً كبيرة لا تتوقف من أجل الحصول عليه، إذ تحاول تهريب مروحيات رباعية مفككة يمكن اقتناؤها في السوق المدنية ثم إعادة تركيبها من جديد. لكن مفتشي الجمارك وسلطة المعابر والمعلومات الاستخباراتية تمكنوا معاً من كشف بعض تلك المحاولات وإحباطها.
ويوضح الكاتب أنه قبل نحو ثلاث سنوات، في ذروة عملية "الجرف الصامد"، ألقى جهاز الأمن العام "الشاباك" القبض على قائد خلية من القوات الخاصة التابعة لحركة "حماس" كانت تخطط لتنفيذ عملية في إسرائيل بواسطة طائرة شراعية. وكان قد أُوفد إلى ماليزيا حيث تدرب هناك على استخدام الطائرات الشراعية. وفي ديسمبر قُتل في تونس المهندس التونسي محمد الزواوي الخبير في مجال الطائرات، بإطلاق النار عليه من مسافة قصيرة جداً. واتضح لاحقاً أنه كان مستشاراً خاصاً لحركة "حماس" في شؤون تطوير الطائرات المسيّرة. وطبقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام أجنبية، نُسبت عملية الاغتيال هذه إلى جهاز الموساد الإسرائيلي.
هذه الأمور كلها تدل على أن إسرائيل تعرف نيات "حماس" ومحاولاتها، إذ تعكف على تطوير وتحسين قدراتها الجوية كبديل يمكنها بواسطته مفاجأة إسرائيل في الجولة المقبلة من القتال، إذا نشبت ومتى، على الرغم من أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تؤكد أن الطرفين، "حماس" وإسرائيل، غير معنيين بها. ويمكن الافتراض بأن آخر الأحداث في سورية توفر لـ"حماس" مادة للتفكير.

يوسي ميلمان
محلل الشؤون الأمنية والاستخباراتية
معاريف
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات