اللاعبون فى مباراة المطار - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللاعبون فى مباراة المطار

نشر فى : الأحد 21 فبراير 2010 - 9:56 ص | آخر تحديث : الأحد 21 فبراير 2010 - 9:56 ص

 عكس الألعاب الرياضية التى يتنافس خلالها طرفان فقط، تتيح المنازلات السياسية لأطراف كثيرة المشاركة فى مباراة واحدة، مهما بلغ عدد المتنافسين.

مطار القاهرة كان ساحة لأحدث منازلات السياسة المصرية أمس الأول، وهو يستقبل د. محمد البرادعى، وكانت كل الأطراف مدعوة للمشاركة بالحضور أو الغياب الذى يعنى أيضا الكثير.

توقع الإعلام أن يجد كل اللاعبين هناك، من الشعب الذى يتحدث البرادعى باسمه، إلى ممثلى الأحزاب والجماعات الأخرى، الشرعية والمحظورة. وبالفعل هرع إلى هناك عشرات من الشخصيات العامة، وناشطى الجماعات التخيلية على الإنترنت، والتجمعات المدنية ذات الأسماء الأنيقة. ومن مقاعدهم الوثيرة بالمطار ظهروا على يوتيوب والجزيرة، معلنين أن عودة البرادعى تعنى بداية طريق الأمل والديمقراطية الحقيقية.

اللاعب الأساسى، وهو الناس العادية، غاب عن استقبال البرادعى بحكم سلبية العقود الطويلة. المواطن المصرى العادى أصبح بطلا فى ساحات أخرى للهموم، من طعام وشراب وأنبوبة، إلى اللهاث وراء غزوات الثأر من العدو الجزائرى فى ملاعب الكرة. هكذا أرادوا له، ولم يخيب ظنهم، ففاز بيوم جمعة هادئ وسط العيال.

اللاعب الثانى وهو البرادعى نفسه كان يشبه بطلا دراميا من نوع «الفتى الذى عاد»، وهى فكرة تمثل غواية لكتاب الروايات. غائب يعود ليكشف لأهل المدينة مدى الهوان الذى وصلوا إليه، دون أن يدركوا. وفى موقعة المطار خرج البرادعى فائزا على كل حال، فقد وجد ناشطين وإعلاميين ومواطنين عاديين فى استقباله، دون أن يخطط أو يسعى لذلك. والرسالة تظهر افتقاد المصريين لصوت آخر، وبحثهم عن الأمل فى التغيير من ثقب إبرة.

لكن لا يمكن فى حشد الجمعة أمام صالة الوصول رقم 3 أن تبحث عن الحزب الوطنى ولا عن الإخوان، فهما من أنصار «تسجيل النقاط بالغياب عن المباراة».

الوطنى حزب حاكم، لكنه ليس لكل المصريين، بدليل أن البرادعى هو أحد المصريين، ومن حاملى جائزة نوبل. لكن مجرد الاهتمام بعودته ستجعل الوطنى فى عيون حبايبه حزبا صغيرا يشعر بالقلق من منافس تجرأ وتحدث عن احتمال المشاركة فى الانتخابات الرئاسية.

أما الإخوان فكانوا حاضرين فى شخص الزميل محمد عبدالقدوس، الذى أكد أنه يمثلهم، بينما خرجت التأكيدات الرسمية من الجماعة بأنه يمثل نفسه. لكنها سياسة الإخوان منذ تأسيسهم فى عصور النهضة، لأن «الغموض سيد الأخلاق».

محمد موسى  صحفي مصري