قراءة الاستفتاء - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قراءة الاستفتاء

نشر فى : الإثنين 21 مارس 2011 - 9:51 ص | آخر تحديث : الإثنين 21 مارس 2011 - 9:51 ص

 كان يوم أمس يوما رائعا لمصر وللمصريين. المشاركة الواسعة للمواطنين فى الاستفتاء أثبتت بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الرغبة الشعبية الجارفة فى بناء مصر الديمقراطية. لم يسبق أن شاهدنا مثل هذا الإقبال على التصويت الذى أجبر جمعيات الاستفتاء على إطالة ساعات عملها، ولم يسبق أن شاهدنا كل هذا الانتظام والانضباط فى إدارة الاستفتاء بعناصر أمنية خارج الجمعيات وبقضاة وبمراقبين مدنيين داخل الجمعيات. كان يوم أمس بالفعل يوم عرس ديمقراطى سنتذكره جميعا.

نعم حدثت بعض التجاوزات والخروقات من قبيل العثور على بعض استمارات التصويت خارج جمعيات الاستفتاء ووجود استمارات غير مختومة ونفاد الحبر الفوسفورى فى بعض الجمعيات وضبط بعض من حاولوا التصويت أكثر من مرة. نعم أيضا حدثت بعض التجاوزات من قبل بعض القوى السياسية والدينية التى حاولت التأثير على الناخبين ودفعهم فى اتجاه نعم أو لا واستغلت لذلك إما مساحات دينية كان ينبغى أن تظل محايدة أو رمزية الحلال والحرام غير المقبول توظيفها سياسيا أو اعتمدت على النفوذ المالى. على الرغم من سلبية مثل هذه الظواهر التى ينبغى علينا كمواطنين العمل على محاصرتها وعلى الرغم من تأثيرها على نتيجة الاستفتاء، تظل الصورة الكبرى إيجابية وجوهرها مشاركة المواطنين الرائعة.

أيا ما كانت النتيجة، يبقى علينا جميعا أن نأخذ فى الاعتبار عاملين رئيسيين. العامل الأول هو ضرورة احترام الاختيار الحر للمواطنين وتقبل نتيجته فى إطار من الالتزام الديمقراطى والعمل السياسى السلمى. العامل الثانى هو حتمية مراعاة اعتبارات التوافق المجتمعى حول قضية مركزية كقضية الدستور. فالأمر لا يجب أن يختزل إلى أغلبية وأقلية، بل ينبغى على «الفائزين» فى الاستفتاء أخذ بعض تحفظات ورؤى «الخاسرين» فى الاعتبار. فالتوافق المجتمعى حول قضية الدستور أولوية حقيقية.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات