حجاب أم داوود - هشام يونس - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 10:40 م القاهرة القاهرة 24°

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حجاب أم داوود

نشر فى : الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 9:55 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 9:55 ص

لم تكن أمى محجبة عندما كانت طالبة فى كلية التربية الفنية خلال ستينيات القرن الماضى، وكان هذا هو السياق المجتمعى وقتها، ملابس محتشمة، بدون غطاء للرأس، ولم يكن ارتداؤها للحجاب بعد ذلك تحولا ذا دلالة دينية، بل كان تماشيا مع سياق اجتماعى تغير وكان ملائما ومفهوما أن تتم مواكبته، دون ادعاءات بالتوغل والتعمق فى التدين.

وفى مدينتنا منيا القمح بمحافظة الشرقية، مازالت أم داوود التى تسكن على بعد أمتار من مقام سيدى الشيخ جودة إبراهيم ترتدى غطاء رأس لا يمكنك أن تصدق معه أنها مسيحية.

وفى الحالتين يعبر الحجاب عن المكون الثقافى والاجتماعى الشامل للشخصية المصرية الذى يعتبر الدين أحد روافده الأساسية فى المجتمع المصرى سواء كنا مسلمين أم مسيحيين.

أما الزميل الصحفى الذى اختار طريقا غير قويم لما يعتقد أنه «محاربة التطرف والإرهاب»، فقد جاءت دعوته لـ«قلع الحجاب» ووصفه للعاهرات بأن 90% منهن محجبات فجة وصادمة للمشاعر الدينية، فضلا عن أنها غير علمية من رجل مكث فى أحضان باريس سنوات طوال، يبدو أنها لم تكن كافية لأن يتعلم أصول التحدث بلغة الأرقام.

لا يملك الزميل على حد علمى إحصاء بأسماء وعدد العاهرات لكى يتحدث بهذه الثقة، وإن كان يملك قائمة فعليه فقط أن يجيبنا بصراحة كيف تحصل عليها، ودقق معلوماتها.

والسؤال الأهم.. هل تشمل الدعوة لـ«قلع الحجاب» أغطية الرأس التى ترتديها الراهبات فى أديرتنا وكنائسنا؟.. أم أن الدعوة ترفع شعار «للمسلمات فقط».

ليست الحداثة فى التصادم مع الدين، لأنه فى النهاية «خيار شخصى» بنص قرآنى «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، كما أن الدعاوى التى تستهدف «البروباجندا» وليس البحث عن تغيير حقيقى يفيد المجتمع، ستبقى مجرد «فرقعات إعلامية» تتشح بالرغبة فى لفت الأنظار.

لن تخلع أمى المسلمة حجابها، وكذلك لن تتخلى أم داوود المسيحية عن «الطرحة» والجلباب الطويل، لأن ما حفره نهر عتيق كالنيل فى وجدانهما لن تزيله بصقات المهووسين بحب الظهور.

التعليقات