عن فاوستيى الاستبداد! - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن فاوستيى الاستبداد!

نشر فى : الثلاثاء 21 يوليه 2015 - 9:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 يوليه 2015 - 9:00 ص

أن يمرر رأس السلطة التنفيذية قرارات بقوانين تمكنه من التحكم الكامل فى الأجهزة الرقابية المنوط بها ــ بين مهام أخرى ــ رقابة ومساءلة ومحاسبة السلطة التنفيذية قبل غيرها من السلطات العامة، ثم يتجاهل بعض «خدمة السلطان» الأمر برمته أو يسوقون مبررات فاسدة لحكم الفرد الذى لم تعد لا ملامحه العريضة ولا تفاصيله الصغيرة بخافية على الناس أو يتحايلون على العبث ببنية نظام الحكم الذى ليس له من مركز ثقل وفعل اليوم غير رأس السلطة التنفيذية المحتكر أيضا للاختصاص التشريعى وغير المراقب أو يزينون غياب التوازن بين السلطات العامة والإلغاء التام لشرط الشفافية والعصف بالقواعد الدستورية بمقايضات زائفة بين الأمن والصالح العام وبين الحقوق والحريات وينتهون إلى الادعاء الكاذب بحتمية حكم الفرد فى مصر؛ لهو دليل إدانة صريح لكل هؤلاء «الفاوستيين» الذين ارتضوا بيع ضمائرهم لشر الاستبداد.

أن يروج تحت يافطة «مكافحة الإرهاب» لقانون استثنائى يعطل ضمانات التقاضى العادل ويختزل حقوق وحريات المواطن ويؤسس للمزيد من الممارسات القمعية ويجعل من السلطة التنفيذية المصدر الوحيد «للمعلومات المعتمدة» ومن الحقيقة الواحدة والرأى الواحد والموقف الواحد والتقدير الواحد «قواعد ملزمة يعاقب من يخالفها» ويلغى بذلك عملا حرية تداول الحقائق والمعلومات والحق فى التعبير الحر عن الرأى، ثم تختزل النقابة المهنية المنوط بها قبل غيرها الانتصار لحرية تداول الحقائق والمعلومات وللتعبير الحر عن الرأى مشروع قانون الإرهاب فى مادة وحيدة تنص بداية على عقوبات سالبة للحرية للصحفيين والإعلاميين وتغير فيما بعد إلى غرامات مالية فيسود الصمت وكأن النقابة المهنية ذات التاريخ العظيم قد تم استرضاؤها لحماية أعضائها والمنتسبين إليها وليذهب حق المواطن وحق المجتمع والحق العام فى الحرية إلى الجحيم ولتذبح كقرابين ﻵلهة السلطوية وحكم الفرد والعصف بسيادة القانون؛ لهو دليل إدانة صريح لكل هؤلاء «الفاوستيين» الذين ارتضوا بيع ضمائرهم لشر الاستبداد.

فقط، توقفوا عن التشدق بالحقوق والحريات وبمضامين ومفردات الديمقراطية الأخرى، فقط توقفوا عن إسقاط الفكرة الديمقراطية فى غياهب اللامعنى والمصداقية الضائعة كما فعلتم من قبل فى الفكرة الوطنية بشوفينيتكم وهيستيريا العقاب الجماعى ومكارثية التصنيف على الموقف المبدئى والهوية السياسية والرأى المغرد خارج سرب الأتباع والمستتبعين.

غدا.. هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات