أبطال من مصر - محمد مكى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبطال من مصر

نشر فى : السبت 21 يوليه 2018 - 9:05 م | آخر تحديث : السبت 21 يوليه 2018 - 9:05 م

بالتزامن مع الحدث الكروى الأبرز على مستوى العالم، وزحمة الأحداث والتشريعات التى تنجز فى أيام قليلة، على الرغم من عظمة ما تشكله من خطورة فى حياة المصريين ــ يسأل أهل المحروسة متى يكون عندنا أبطال حقيقيون، ونصبح مثل الأمم التى تحقق انتصارات. خاصة وأن الدولة نجحت فى الأيام الأخيرة أن تحصل على إشادة على برنامجها الاقتصادى من أكبر مؤسسة فى العالم «صندوق النقد»، الذى قال إننا نسير فى الاتجاه الصحيح، وإن الديون الخارجية قد تنخفض وان كانت تشكل خطرا قابلا للمحاصرة.
الاجابة جاءت من خلال أبطال على أرض مصر، لا يقلون عن أبطال المونديال الروسى، أعطوا لنا الامل. واستطاعوا أن يمنحونا جرعة أكسجين شديدة التركيز كادت تكون نادرة فى مدينة المعز؛ حيث يبحث الأثرياء عن تلك الجرعة فى أرض العاصمة الجديدة أو العلمين الجديدة، حتى لو وصل السعر المطروح من قبل الحكومة ثلاثين ألف جنيه. ففى مستشفى الحسين الجامعى وبالقرب من مشيخة الازهر، تظهر البطولة التى لا تريد تكريم ولا تحصين ولا حتى صورة فى الجورنال، معدن نفيس من المصريين، يؤكد ان مصر تحمل جنات من الفخر والإنسانية، تغيظ كل حاقد على أزهرها وتعليمها الجامعى، وعلى أطباء السلام الوطنى ليس أنشودة على ألسنتهم بقرار وزارى، بل الدين والمهنية والأخلاق جزء من مكون الحياة.
القصة كما رُويت: «حدث حريق كبير فى مستشفى الحسين التى تخدم قطاعا كبيرا جدا من المرضى، وناس كثيرة بتسافر من محافظات بعيدة ومتبهدلة عشان عملية او محجوزة فى المستشفى لتلقى العلاج، ونحن جميعا نعرف مستوى تلك المستشفيات.. إبَّان الحريق كان هناك عدد من العمليات فقرر الاطباء فى لحظة بطولة غلق باب العمليات والنار فوق الرءوس واستكمال عملهم وإنقاذ أرواح تحت التخدير وبطون مفتوحة، فى لحظة ثبات وتركيز وتوفيق سماوى، بها منحوا كل محبط من أزمات الأسعار والعمل والمواصلات أملا أصبح عزيز المنال.
الحريق كان فى ثلاثة طوابق استطاع نواب القلب والصدر والرمد وبنات التمريض والعمال أن يتموا عملهم وينقلوا المرضى بعيدا عن الحريق.. الأمة التى فيها مثل هؤلاء لا تنكسر، قد تتعرض للحظات وهنٍ، لكنها ستنتصر حتمًا. تم إخلاء المبنى بدون خسائر بشرية ولا وفيات، وبدون مساعدة من أجهزة حكومية تكلست ونُزع ضمير كثير منها. فى خلال دقائق كانوا تسلموا 9 حالات من رعاية الصدر ورعاية الباطنة والطوارئ ووضعهم على تنفس صناعى والعناية بهم.. هم والتمريض كانوا كالنحل، وأنقذوا مرضى كانوا على بُعد خطوات من الموت.
هؤلاء فخر لنا جمعيا.. لكن أليس محاسبة غيرهم واجبا!! أين المطافئ؟! والمعروف أن المنطقة مزدحمة وبالقرب من المستشفى أشهر مطافئ فى مصر «مطافئ العتبة».. أين الحماية المدنية بكل صورها؟! الماس الكهربائى لا يجوز أن يكون الجانى فى كل مصائبنا.
إعادة بناء مستشفى الحسين واجب قومى لا يقل عن شراء السلاح ومحاربة الإرهاب، فهو مكان للعلم والشفاء معا، وقبلهما يمتلك قلوبا عامرة بحب الوطن والإنسان.
●● بمناسبة انتهاء المونديال الكروى أين اللجنة التى تبحث فى فشل المنتخب الوطنى، لم نسمع عنها شيئا، وكأن تناقضات رئيس اتحاد الكرة كانت لتسلية المصريين، فالرجل قال ليس لنا علاقة بالسياسة، ومرة أخرى قال لا نريد أن نفسد العلاقة مع روسيا، وأخيرا إن الاخوان هم سبب الإخفاق، والملايين التى أنفقت من فلوس الرعايات.. والله ظلم للمصريين ألا يكون هناك مكاشفة ومحاسبة، وأن يكون علاج الأزمات مرور الوقت والنسيان.

التعليقات