قبح الإرهاب - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبح الإرهاب

نشر فى : الجمعة 21 أغسطس 2015 - 9:40 ص | آخر تحديث : الجمعة 21 أغسطس 2015 - 9:40 ص

حين تحدد عصابات الإرهاب ومجموعات العنف قوائم أعدائها، فإن قيم العقل والعلم والعدل والحرية والجمال تأتى دوما على رأس هذه القوائم.

ليس للإرهاب من هدف سوى اغتيال العقل والقضاء على العلم ونزع المضمون عن العدل والحرية والجمال، ومن ثم التأسيس لمنظومات مجتمعية جوهرها الجهل والخرافة والتطرف والكراهية ووجهتها استباحة الدماء وانتهاك الحق المقدس فى الحياة وانتهاك حقوق وحريات الناس الذين إما يقبلون الاستتباع من قبل عصابات الإرهاب أو تفرض عليهم مصائر القتل والتهجير والارتحال بحثا عن ملاذات آمنة واللجوء إلى منافى الأرض التى باتت تضيق بهم.

مهما تذرعت عصابات الإرهاب زيفا وتذرع أيضا مروجى المبررات الفاسدة بمظالم وانتهاكات تتورط بها نظم الاستبداد والسلطوية وبكون جرائم وعنف الإرهابيين ما هى سوى رد فعل على إجرام الحكام وبحث عن «العدالة الغائبة»، تظل الحقيقة الوحيدة هى أن الانتفاء المطلق للروابط الإيجابية بين الإرهاب وبين تجاوز الاستبداد والسلطوية أو التأسيس للعدل. فلم تتمكن عصابات الإرهاب من مناطق أو جهات إلا وألحقت بها من المظالم والانتهاكات ما تبتعد معه عن واجهة الوعى العام جرائم نظم الاستبداد والسلطوية التى تبدو أقل وحشية، لم تتمكن عصابات الإرهاب من جماعات من البشر ومن أماكن حياتهم إلا وفرضت عليهم الدماء والعنف المتفلت من كل قيمة أخلاقية وإنسانية والاحتفاء المريض بالقتل والانتهاك والتعذيب كمفردات لمعاناة شاملة تتراجع إزاءها قسوة الواقع المعاش للاستبداد والسلطوية، لم تتمكن عصابات الإرهاب من أجزاء من بلدان ومجتمعات إلا وأشاعت التدمير والخراب لاغتيال العقل وعممت التطرف والكراهية للقضاء على العلم والعدل والحرية، لم تتمكن عصابات الإرهاب من أرض إلا ونزعت عنها جمال الماضى وحب المعاصرين للجمال ــ من أفغانستان التى دمرت آثارها طالبان الجاهلة إلى العراق وسوريا وبهما تمارس داعش التخريب المنظم لتراث الحضارة الإنسانية والأديان والجمال الذى يقتل ويقتل المدافعين عنه.

ما أقبح حقائق الإرهاب وعصاباته، ما أقبح سوق المبررات الفاسدة، ما أقبح اغتيال العقل والعلم والعدل والحرية والجمال الذى تمارسه عصابات الإرهاب والقتل التى تحيط مجتمعات العرب من كل جانب، ما أقبح كوارث الجهل والخرافة والتطرف التى تسمح باغتيال عالم أمضى عمره فى حماية تراث الإنسانية البديع فى بالميرا / تدمر.

غدا.. هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات