مبادرة «الشروق» .. الفرصة الأخيرة! - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مبادرة «الشروق» .. الفرصة الأخيرة!

نشر فى : الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 8:20 ص

نادر بكار قبل أسبوعين من الآن دعت مؤسسة «الشروق» أبرز الأحزاب السياسية لاجتماعات نقاشية «تحضيرية»؛ تبدأ بجلسات «للعصف الذهنى» الجماعى، ثم عرض الآراء المبدأية ومناقشتها، مع تقريب وجهات النظر المختلفة.. والمفترض أن تتمخض هذه الاجتماعات فى النهاية - ولو بشكل جزئى - عن أجندة مطالب سياسية وطنية موحدة تتبناها كافة الأحزاب وتتقدم بها إلى مؤسسة الرئاسة.

الأحزاب السياسية لم تثبت حتى الآن فى مجموعها للناخب المصرى بعد أربع سنوات من اندلاع ثورة يناير، أن تأثيرها فى حياته إيجابى يستحق منه الدعم والمساندة... نعم كانت العوامل المعرقلة كثيرة، وحالة «السيولة» السياسية التى أثمرت تسعين حزبا ًبعد الثورة دفعة واحدة كانت مضرة بأكثر مما كانت نافعة، وغيرها من الأعذار تملأ قائمة قد نتحجج بها، لكن «فى نهاية اليوم» كما يقول الإنجليز فالمحصلة فشل كبير !

ولست أقصد بالفشل وصف الممارسة الحزبية نفسها، فأنا على قناعة أن الحياة السياسية وفى القلب منها الحزبية تحتاج إلى وقت طويل وإلى كثير من التجربة والخطأ Trial and Error لتنضج ولتثمر تغييرا ًإيجابيا.. إنما المشكلة تكمن فى أن كثيرا ًمن الأحزاب السياسية لا تعى حقيقة دورها ابتداء، ولا يشعر المواطن البسيط بجدوى وجودها فضلا ًعن استمرارها، ولا يعرف عنها غير التصريحات الإعلامية والمعارك الكلامية، أمّا العمل الجماهيرى المنظم والضغط لحل المشكلات ونشر الوعى وتبنى التثقيف السياسى - وكل هذا ممكن رغم الظروف الاستثنائية - فشىء آخر !

وعلى مدار عام ٍتقريبا كم من المرات سمعنا عن قيام تحالف حزبى ثم انفضاضه، وعن تشكيل «جبهات» انتخابية ثم تهاويها، وعن تصريحات مدوية ثم نقيضها، وعن تكهنات بقيادة «فلان» للبرلمان المقبل ثم اعتذاره ؟ هل يمر كل ذلك على رجل الشارع البسيط أو حتى على المسئول الذى لا يحبذ كثيرا ًدور الأحزاب هل سيمر عليهم مرور الكرام ؟ بالقطع لا.

كتبت مقالات وصرحت إعلاميا ًوأيدت علانية كل من دعا الأحزاب على اختلاف انتماءاتها للجلوس - فقط الجلوس - للحوار حول شكل البرلمان القادم، وسلامة العملية الانتخابية المؤدية إليه، وأهم أولوياته، وغير ذلك من العوامل التى تضمن نجاح البرلمان فى مجموعه فى أول دورة برلمانية - مجازا ً- منذ العام ١٩٥٢... بغير هذا ستكون العاقبة مخيبة للآمال وسنقصى على آخر أمل للمصريين فى مجلس نيابى يعبر عن همومهم الحقيقية لا المصطنعة على الأقل فى المستقبل المنظور.

حوار «الشروق» بداية وفرصة أخيرة فى آن واحد.. إن استطاعت الأحزاب تجاوز خلافاتها والاتفاق على أجندة موحدة تختم بها حوارها فسيكون بداية تشجع على خطوات تالية تشمل تبنى أجندة للاصلاح التشريعى الاقتصادى والسياسى المطلوب بشدة مع أول دورة برلمانية... وهو فرصة أخيرة بعد سلسلة من الاخفاقات والتراشقات لا يُهم الآن من بدأها ونحن نعانى آثارها الكارثية !