هل تمهد السعودية لحظر «النقاب» لأسباب أمنية؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تمهد السعودية لحظر «النقاب» لأسباب أمنية؟

نشر فى : الأحد 21 ديسمبر 2014 - 9:40 ص | آخر تحديث : الأحد 21 ديسمبر 2014 - 9:43 ص

فجر رجل الدين السعودى المعروف «أحمد الغامدى» جدلا فقهيا غير مسبوق طوال الأيام الثلاثة الماضية بعد ظهوره، وزوجته إلى جانبه، فى برنامج تليفزيونى بثته قناة «إم بى سى» سافرة الوجه فى تحدٍ غير مسبوق للتقاليد الصارمة فى المملكة العربية السعودية، حيث يعتبر النقاب اللباس شبه الإجبارى للمرأة فى هضبة نجد على وجه الخصوص، تطبيقا لتعاليم الإمام محمد بن عبدالوهاب ودعوته الوهابية.

وغالبية المتدخلين فى هذه القضية، سواء من رجال الدين أو من خصومهم الليبراليين ركزوا على جوانبها الدينية، ولجأوا إلى التنقيب فى المراجع الفقهية، والتفاسير القرآنية لتأييد وجهة نظرهم بهذه الفتوى الشرعية أو تلك، وتناسوا كليا الجوانب الأمنية والسياسية الأهم لهذه المسألة.

وتوظف وسائل الإعلام السعودية، خاصة تلك التى تصدر من خارج المملكة، مثل محطات «إم بى سى»، فى خدمة الأيديولوجيات والأجندات السعودية الجديدة التى ترمى إلى إحداث تغييرات مجتمعية وسياسية تحارب الإسلام السياسى المتشدد وتعيد صياغة العقل السعودى بعيدا عن الفكر الوهابى المتشدد وفى إطار التحالف الأعمق مع الاستراتيجيات الغربية فى المنطقة. حيث تواجه السعودية خطرا إسلاميا أصوليا جاء من صلبها، ويتبنى أفكار «مذهبها» الوهابى، المتمثلة فى «الدولة الإسلامية» وفكر تنظيم «القاعدة».

•••

السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هو عن توقيت هذا التحرك المدروس بعناية لمحاربة النقاب أو التقليل من شرعيته، والأهداف المرجوة منه لاحقا خاصة أن المملكة وعلماءها شنوا حملات شرسة ضد دول غربية، مثل فرنسا قررت منع «النقاب» فى الأماكن العامة، واعتبروا ذلك منافيا للإسلام وللحريات الدينية؟

الإجابة بسيطة للغاية، تكمن فى حادثين خطيرين، الأول عندما تسللت «منقبة» إلى سوق تجارية فى مدينة أبوظبى وذبحت مدرسة أمريكية فى أحد حماماتها، بسكين أخفته تحت ملابسها، والثانية عندما تستر أكثر من خمسة شبان ينتمون إلى تنظيم متشدد يعتقد أنه «الدولة الإسلامية»، خلف النقاب، وحاولوا اختراق الحدود اليمنية السعودية فى حافلة صغيرة، لتنفيذ هجمات فى العمق السعودى، والذى وقف قتلهم من قبل قوات حرس الحدود حائلا دون ذلك.

•••

فى تقديرنا أن «النقاب» بات يشكل خطرا أمنيا فى نظر أجهزة الأمن السعودية ودول الخليج، ولذلك لا نستغرب وجود توجه رسمى لمنعه منعا مطلقا للحيولة دون استخدامه فى اخفاء هويات المطلوبين من النساء والرجال الذين قد يلجأوا إليه لإخفاء وجوههم وهويتاهم فى الوقت نفسه.

المحطات السعودية التى تصدر خارج حدود المملكة أدوات سياسية شديدة التأثير خاصة فى المجتمع السعودى، فهى التى قادت، وتقود الحرب الإعلامية فى سورية والعراق وليبيا ومصر واليمن، وتساند طرفا فى مواجهة آخر، وهى التى تنقل الحياة الغربية والأمريكية عامة إلى قلب المجتمعات العربية من خلال عرض برامج ومسلسلات ذات شعبية عالية تحت مسمى «التحديث والعصرية».

لذا، انتظروا قرارات سعودية تدريجية لمنع ارتداء «النقاب» أو الحد من ارتدائه فى اماكن معينة، وذلك لأسباب أمنية ليس بناء على فتاوى أو تفسيرات شرعية تبطل ارتدائه. وليس من المستبعد أن يتم إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر «الشرطة الدينية» بشكل تدريجى، أو استبدال دورها بحيث يتم فتح فرع نسائى أكبر لها. فالاعتبارات الأمنية تتقدم على كل ما عداها فى المملكة العربية السعودية فى ظل تصاعد الهجمات على قوات الأمن والشرطة من قبل الجماعات الإسلامية المتشددة.

راقبوا محطات شبكة «إم بى سى» لكى تتعرفوا على القرارات والخطوات والمتغيرات السعودية القادمة.

عبدالبارى عطوان

التعليقات