هل أقتل زوجى؟ - محمود قاسم - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل أقتل زوجى؟

نشر فى : الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 10:45 م | آخر تحديث : الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 10:45 م

كثير من الأفلام شاهدناها فى دور العرض الترسو ونحن أطفال صغار ربما دون العاشرة، وكم كنا نتزاحم على دور العرض لشراء التذكرة، ثم نتزاحم داخل الصالة لنشاهد عالما من المغامرات والمطاردات وكنا نسمى الأفلام بأسماء أبطالها من النجوم، ولم نكن نعى أهمية كاتب السيناريو، وعلى المستوى الشخصى كنت أندهش كثيرا، وأنا أكتشف أن هناك روايات تباع عند باعة الكتب القديمة وهى أيضا اسماء افلام، من هذه الأفلام «حب وإعدام»، و«السابحة فى النار»، و«هل أقتل زوجى؟» من تأليف كاتب اسمه محمد كامل حسن المحامى، وفيما بعد تجاوزت الخمسين عثرت على رواية للكاتب نفسه باسم «هذا هو الحب»، لم أتصور قط ان الرواية الرومانسية التى أخرجها صلاح ابوسيف عام 1958، مأخوذة عن رواية طبعها المؤلف على نفقته الخاصة، وكان السؤال دوما. لماذا يحاول الكتاب والمخرجون إضافة الصفة المهنية إلى اسمائهم الفنية، مثل محمود كامل المحامى، عدلى المولد المحامى، وحسين حلمى المهندس، كأن اصحابها يذكروننا أنهم يمنون علينا بالمهن التى جاءوا منها وتركوها من أجل السينما، الآن العصر تغير لكن لاشك أن مهنة المحامى تركت بصماتها على أغلب لأفلام التى كتبها محمد كامل حسن، وتدور حول الجرائم، وداخل المحاكم، ولا يمكن لأحد أن يكتب التفاصيل الدقيقة الا اذا كانت هذه مهنته بالفعل، ومن أفلامه الشهيرة فى هذا المجال كمؤلف ومخرج: «الحب الأخير» و«الرسالة الأخيرة» و«الابن المفقود»، والمدهش أيضا أنه كان يضع الموسيقى التصويرية لبعض أفلامه بمفرده أو بمشاركة آخرين.
مكتوب فى اليوتيوب أن فيلم «هل أقتل زوجى» هو فيلم نادر، وهو من أفلام الجريمة التى برع الكاتب فى تأليفها، وهو من اخراج حسام الدين مصطفى عام 1958، الذى جرب جميع أنواع الأفلام، وانتقل من المستويات الجيدة مثل تصديه للعديد من روايات دوستيوفسكى، إلى نجيب محفوظ فى «الطريق»، و«السمان والخريف»، و«الشحاذ»، وأيضا العديد من روايات إحسان عبدالقدوس ومنها «النظارة السوداء» وأيضا يوسف إدريس فى «قاع المدينة» والذى كان يفخر دوما أنه تتلمذ على يدى سيسيل دى ميل الذى أخرج أفلاما منها «شمشون ودليلة»، و«الوصايا العشر»، والمرجح أنه زاره يوما فى الاستوديو ليس أكثر لأن من تتلمذ على يدى استاذ عظيم لن يقدم مثل هذه النوعية بمجرد عودته من هوليود.
الفيلم بطولة سميرة أحمد التى عملت فى الكثير من أفلام كتبها المحامى، وأيضا محسن سرحان الذى كان يعمل كثيرا فى تلك الفترة، وكان اسم توفيق الدقن بارزا فى العناوين لكنه الشرير ثقيل الظل، وليس الشخص خفيف الظل الذى رأيناه فى أفلام مثل «ابن حميدو»، و«سر طاقية الاخفاء» و«أحبك يا حسن»، انه الشخص الغامض الذى يتمكن من دخول بيت موظف ويقابل زوجته فى عدم وجود صاحب البيت، ويقنعها أنه ابن عمه، وأن الزوج هو قاتل استولى على ميراث العائلة، وانه ربما يقتلها، الزوجة تقتنع وتصدق كلام الرجل الغامض، وتأخذ حذرها من زوجها، وتتسلح بالمسدس الموجود فى البيت كى تتخلص منه، كما ان هذا النوع من الأفلام يعتمد على صناعة التوتر، المطاردات التى تنتهى بها أحداث الفيلم.
الأفلام التى تنتمى إلى هذا النوع تحتاج إلى كاتب يعرف كيف ينسج خيوط الجريمة، باعتبار أن أقل غلطة فى الحبكة قد تفسد الفيلم تماما، والغريب أن الكاتب قد اتجه فيما بعد لكتابة قصص الخيال العلمى، وأيضا كتب فى الاسلاميات.

التعليقات