ما بين المؤامرة والحوادث الفردية - نادر بكار - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما بين المؤامرة والحوادث الفردية

نشر فى : الإثنين 22 فبراير 2016 - 9:00 م | آخر تحديث : الإثنين 22 فبراير 2016 - 9:00 م


لست مع الفرضية القائلة بأن حوادث الاعتداء المتتالية من أفراد الشرطة على المواطنين باتت تأخذ طابعا متصاعدا فى الآونة الأخيرة فقط وكأنها تحرك مدروسا تنفذه (جهات ما) لإحراج السلطة الحالية.....أصحاب هذه النظرية ــ على قدمها واستهلاكها عشرات المرات من قبل ــ ينتقلون الآن من حيز (التبرير بالأخطاء الفردية) إلى حيز (الحالة الطارئة) ومن نطاق ( الإنكار) إلى نطاق ( المؤامرة) وهو كما ترى يتسع لمناورات أكبر تسمح باستهلاك الوقت مراهنة على نسيان الناس وانشغالهم بما يجد!

ليست ( حالة طارئة) على جهاز الشرطة بل هى حوادث تكررت بشكل منتظم على مدى نصف قرن من الزمان أو أكثر؛ الجديد هو انتشار أخبارها.... والجديد هو تحدث ضحاياها.....والجديد هو أنها قد ساعدت من قبل على اندلاع ثورة عارمة!

وأما التفسير ( بالمؤامرة) فسيسعى أصحابه كالعادة إلى البحث عن كبش فداء ريثما تعود الأمور إلى سابق عهدها... ستسمعون حديثا سخيفا عن مجموعة من ( الأمناء المفصولين) والبعض سيدشن لنا مصطلحا جديدا عن ( أولتراس أمناء الشرطة) وغيرهم سيكرر كلاما عن ( أخونة الشرطة)... هو ذات الأسلوب القديم الذى يطلى آثار الكارثة بـ(قار) لعل سواده يخفيها عن الناس ولا يدرى أنه يزيدها للاشتعال قابلية.

العامل المشترك بين أغلب حوادث شهر واحد أو أقل من اعتداء ضباط وأمناء شرطة على مواطنين عزل ليسوا بمجرمين ولا إرهابيين، هو تعمد الإهانة والإذلال... ثمة شعور داخلى يقبع فى أعمق أعماق بعض رجال الأمن ينتظر اللحظة المواتية للإعلان عن نفسه بأعنف طريقة ممكنة... شعور ٌبالفوقية والاستعلاء.

الضابط وأمين الشرطة وحتى المخبر الذى يسبق اسمه لقب ( الباشا) يستشعر أنه بالفعل أعلى من بقية الناس؛ لذا لم استغرب وأنا أشاهد الفيديو الشهير لقيادة أمنية لم تجد ما ترفع به معنويات جنودها بعد أيام قليلة من ثورة يناير إلا بأن تؤكد لهم على ما درجوا عليه فترة طويلة من أنهم هم ( السادة)..... ولم يكن يحتاج بالطبع للتأكيد على أن ما سواهم (عبيدا) !

للأسف اختلطت المعانى عند عدد ليس بالقليل من رجال الأمن ليعتقد أحدهم أن (هيبة الدولة) تعنى تلقائيا (هيبته) هو... وأن هذه الهيبة لا يُحفظ جنابها إلا بتخويف وإهانة كل من لا ينتمى إلى هذا الجهاز أو ذاك.