الجولان وإسرائيل: غير قابلين للانفصال - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجولان وإسرائيل: غير قابلين للانفصال

نشر فى : الجمعة 22 أبريل 2016 - 9:45 م | آخر تحديث : الجمعة 22 أبريل 2016 - 9:45 م
منذ سنوات كثيرة أسأل نفسى: هل الموقف الرسمى للولايات المتحدة فى ما يتعلق بهضبة الجولان (وأيضا من يهودا والسامرة الضفة الغربية) يجرى تحديثه من وقت إلى آخر بما يتلاءم مع الظروف المتغيرة فى البيئة المحيطة، أم أنه سياسة ثابتة. فى كلام الناطق بلسان البيت الأبيض غموض معين: «الهضبة ليست جزءا من إسرائيل.. هذه سياسة تعود إلى سنوات عديدة وقد انتهجتها إدارات ديموقراطية وجمهورية. إن وضع هذه المناطق يجب أن يحدد فى مفاوضات، والوضع الحالى فى سوريا لا يتيح القيام بمفاوضات كهذه». وفى مقابل الناطق، قرر المرشح الجمهورى تيد كروز تأييد موقف رئيس الحكومة نتنياهو القائل لا مجال للمفاوضات، والجولان أرض إسرائيلية بحسب القانون.

لنعد بضع سنوات إلى الوراء. فى كل جولة تقريبا من المفاوضات بقيادة الإدارة الأمريكية ارتفعت أصوات داخل إسرائيل تؤيد إعطاء الجولان كله لسوريا مقابل سلام. وهذا يعنى أن الشروط الاستهلالية كانت إعادة الجولان إلى «أصحابها» ومن بعدها نتحدث. «الثمن معروف لكل صبى من دمشق ومن كتسرين» هذا ما قاله بصورة قاطعة محللون وشخصيات عامة. آخرون اعتبروا الجولان بمثابة «الثمن المحدد» للسلام مع سوريا.

وكما هو معروف، كلما استمر الكذب وتواصل، صار كأنه حقيقة. خلال الفترة التى سبقت الحرب الأهلية فى سوريا، كان فى الإمكان الإحساس بنوع من التوق لدى المؤيدين لإعادة كامل الجولان حتى قبل المفاوضات. اليوم قليلة هى الأصوات التى تتحدث بصورة حاسمة عن إعادة الجولان، إلى مَن سنعيد الجولان فى هذه الأيام؟ وأفترض أن هؤلاء يلقون نظرة على الاستطلاعات التى تُنشر من حين إلى آخر وتظهر أن بقاء الجولان فى أيد إسرائيلية أفضل آلاف المرات من التخلى عنها «لجزار» دمشق.

***

أريد أن أعرض بعض الأمور. الحقيقة الأولى: فى ذروة الحرب العالمية الثانية احتل الاتحاد السوفييتى أربع جزر صغيرة، جزر الكوريل فى شمال اليابان. وعلى الرغم من كل توسلات اليابان المهزوم، أصرت روسيا على موقفها ــ هذه الجزر لنا وإلى الأبد. ومن الحجج الرائعة للاتحاد السوفييتى ردا على توسلات اليابان من أجل استعادة الجزر «مر وقت طويل على الاحتلال». ليس مهما حجم الجزر، المهم هو المبدأ القائل إن الأراضى التى تُحتل لا تعاد، ولا سيما إلى الطرف الخاسر.

حقيقة ثانية: أن مساحة هضبة الجولان بما فى ذلك جبل الشيخ، أقل من ستة أعشار من مساحة سوريا. أى نحو 1.158 كيلومترا مربعا مقابل أكثر من 185 ألف كيلومتر مربع. وهذا يعنى أن هناك دولة كبيرة تقاتل بشراسة، على الأقل حسبما يظهر من تصريحات زعماء سوريا، وبكثير من الصبر، من أجل ستة أعشار من أراضٍ لها احتلت من جانب إسرائيل التى هوجمت أولا. وقد حدث هذا كله قبل 49 عاما.

حقيقة ثالثة: لا توجد علاقة بين الحقيقتين الأولى والثانية. حتى لو كانت مساحة إسرائيل أكبر بعشرات المرات من مساحة سوريا، وبمئات المرات من مساحة هضبة الجولان، فإن المبدأ يحدد أن الذى بدأ بالهجوم أو بالتهديد أو التخويف، يجب أن يدفع الثمن.

حقيقة رابعة: «سلام الشجعان» ساد الحدود الإسرائيلية ــ السورية منذ حرب الأيام الستة (حرب حزيران/يونيو 1967) برغم توقفه خلال حرب يوم الغفران (حرب تشرين/أكتوبر 1973). ويعرف الأسد جيدا مدى المدافع والثمن (الذى يمكن أن تدفعه سوريا).

وفى النهاية حقيقة خامسة: لا يوجد شعب فلسطينى تحت الاحتلال فى هضبة الجولان.

وعلى الرغم من ذلك كله، فإن هذه الحقائق لا تهم رؤساء الإدارة الحالية فى الولايات المتحدة. إن جزءا من الحجج التى هى من البديهيات ــ والتى تستند إليها وجهة نظر إعادة الجولان إلى سورية (مثلا إذا انسحبنا من الجولان ستنقطع العلاقة بين إيران وسوريا، وبين سوريا ولبنان، وبين لبنان وحزب الله)، لا أساس لها.

لكن السؤال الأساسى الذى يهمنى هو: ماذا يستطيع الأسد أن يقدم مقابل إعادة الجولان؟ الحرب الأهلية هى رد آخر على سؤال: لماذا يجب أن تبقى هضبة الجولان فى يد إسرائيل إلى الأبد.

محلل سياسي

يسرائيل هَيوم
التعليقات