آسيا القارة الجامعية - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

آسيا القارة الجامعية

نشر فى : السبت 22 أبريل 2017 - 9:35 م | آخر تحديث : السبت 22 أبريل 2017 - 9:35 م

نشرت صحيفة الاتحاد الإمارتية مقالا للكاتب محمد عارف عن نصيب الطلاب الأجانب من الالتحاق بالجامعات. يقول فى بداية مقاله: «فى ليلة ما كنتُ فراشة أرفرف سعيدا هنا وهناك، ثم استيقظتُ ووجدت أننى كنت رجلا، لكن من أنا حقا، رجلٌ يحلم أنه فراشة أم فراشة تحلم أنها رجل»؟ عبارة الحكيم الصينى «جوهانج زى»، رفرفت فى ذهنه عندما التحق عام 2000 بالعمل فى جامعة الشارقة، واكتشف على تخوم «الربع الخالى» مدينة جامعية، تضم جامعات ومعاهد عربية وعالمية، وترفرف اليوم عبارة الحكيم الصينى مع قفزة خمسة الملايين فى عدد طلاب الجامعات خارج بلدانهم، وسيصبحون ثمانية ملايين خلال سنوات السبع القادمة. و40% منهم يدرسون حاليا فى جامعات الولايات المتحدة وبريطانيا، إلاّ أن عددهم مهدد بانخفاض كبير. وأسباب الانخفاض ليس ما تردده الصحافة عن دونالد ترامب والقيود المفروضة على منح سمات الدخول والإقامة، بل السبب انفجار «فقاعة» نمو التحاق الطلاب الأجانب، والتى انتفخت دون ضوابط خلال أكثر من عشر سنوات. ذكر ذلك «مارسيلو باروس» الذى يدير شركة أمريكية لخدمة الطلبة الأجانب.
يشير الكاتب لمقال فى الصحيفة الإلكترونية بعنوان «أخبار الجامعات العالمية» أورد فيها «باروس» نتائج أحدث مسح للقبول فى جامعات داخل أمريكا، كشف أن نصفها تقريبا يشهد انخفاض طلبات التحاق الطلبة الأجانب، الذين يُسَمّون «العالميين»، وقال إن سبب انتشار نزعات العداء ضد الطلبة «العالميين» حرمان الطلاب الأمريكيين من فرص الالتحاق بجامعات النخبة، التى تقدم الأفضلية للطلاب «العالميين»، وقال إنهم «البقرة الحلوب»، والأجور العالية التى يدفعونها هى السبب الرئيسى فى قبولهم فى الجامعات الأمريكية، وحتى الحكومية منها تفضلهم على الأمريكيين. ومستحيل تقريبا للطلاب الأمريكيين، حتى من كاليفورنيا، والحاصلين على درجات عالية، الفوز بمقعد فى «جامعة كاليفورنيا».
أما «سياسات الولايات المتحدة العدائية تهدد تدفق الطلبة العرب إليها» عنوان تقرير صحيفة «الفنار» الإلكترونية المختصة بشئون التعليم العالى فى العالم العربى. تذكر فيه «الفنار» التى تصدر بالإنجليزية والعربية أن عدد طلاب الشرق الأوسط فى الولايات المتحدة بلغ العام الماضى 109 آلاف. وتوقع تقرير، شمل 250 جامعة ومعهدا عاليا فى الولايات المتحدة، أن ينخفض إلى النصف تقريبا عدد المتقدمين للدراسة من العالم العربى. وسبب الانخفاض مخاوف على السلامة الشخصية تُساور نحو ثلاثة أرباع الطلبة العرب، ونصف الهنود، وربع طلبة الصين وبلدان إفريقيا، وتُقدّرُ الخسارة التى قد يسببها ذلك للولايات المتحدة بنحو 3 مليارات و400 مليون دولار، وذكر مُعدُّ التقرير «دين هوك» الذى يدير شركة استشارية للتعليم العالى حوادث اعتداء على طلاب عرب، بلغت حد قتل بعضهم، ونَقَل عن مسئولين خليجيين «وضع خطط لوقف إرسال الطلبة إلى الولايات المتحدة، وإيجاد بدائل أبرزها، الصين، لزيادة الأعمال معها ولجودة برامجها».
يستعين عارف هنا بعبارة «أنّى تذهب اذهب بقلبك كله»، التى قالها الحكيم الصينى «كونفشيوس». فبقلبها كله تُضاعفُ الصين والهند عدد جامعاتهما مائة ضعف خلال العقدين القادمين. ذكر ذلك كتاب «التعليم العالى عام 2040: مقاربة عالمية». مؤلف الكتاب «بيرت فان در زوان»، رئيس «جامعة أوتريخت» فى هولندا، ورئيس «رابطة جامعات البحوث الأوروبية» يتوقع ثورة فى التعليم العالى «تطوِّح بالجامعات خارج الأبراج العاجية، وتضعها فى أحضان المجتمعات، وتغيّرها كلية، ليس فى شكل ومحتوى التعليم فحسب، بل أيضا فى هياكل الحرم الجامعى، ومبانيها».
ويقول فى ختام مقاله «فى ليلة ما كنتُ فراشة أرفرف سعيدا هنا وهناك» هكذا ترفرف قارة آسيا الجامعية.

محمد عارف

التعليقات