اللهم إنى صامت - وائل قنديل - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 7:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللهم إنى صامت

نشر فى : الثلاثاء 22 مايو 2012 - 8:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 22 مايو 2012 - 8:20 ص

نظريا وعمليا أنت مدين «للعيال بتوع التحرير» الذين تسبهم أحيانا متأثرا بأكاذيب الإعلام الدائر فى فلك المجلس العسكرى، وتتهمهم بوقف الحال وخراب البلد، متأثرا بكلام المجلس العسكرى نفسه، أنت مدين لهم، الشهداء منهم ومن ينتظرون، بالفضل فى ممارستك لانتخاب رئيس لبلادك للمرة الأولى فى حياتك.

 

والمجلس العسكرى الذى يمن عليك بأنه يقوم على إجراء انتخابات يصر على أنها نزيهة وسليمة وشفافة، هو نفسه مدين بالفضل لهؤلاء العيال الذين يخونهم ويكفرهم ويعتقلهم ويعذبهم ويسحلهم فى الشوارع ويشوههم فى ذهنك، لأن هؤلاء «العيال» هم الذين وضعوا المجلس العسكرى فى كابينة القيادة، ودفعوا فاتورة وصوله إلى سدة الحكم.. وقد كان «العسكرى» يعترف بذلك ويقدره ويثمنه ويكتب فيه الشعر فى بواكير الثورة، غير أن السلطة غيرته وبدلت خطابه فيما بعد فصار يعتبرهم من الأعداء الأوغاد، حتى إن خمس حروب على الأقل شنت عليهم بعد الثورة، واحدة فى ماسبيرو واثنتان فى محمد محمود وأخرى فى مجلس الوزراء والأخيرة فى العباسية.

 

ولذلك أرجوك لا تكن جاحدا وناكرا للجميل وتذكر وأن تدخل اللجنة أنك عبرت فوق دماء وأشلاء كثيرة حتى تصل إلى هذه اللحظة، ولا تنس أن تقرأ الفاتحة لشهداء أعادوا لك حقك فى الاختيار والمفاضلة بين أكثر من مرشح.

 

وعلى ذكر الشهداء يبدو أن المجلس العسكرى الحاكم واللجنة العليا للانتخابات قررا أن يمارسا السخاء والكرم بدون حد أقصى حيث جعلا التصويت للجميع، الأموات قبل الأحياء، بدليل أن اسمى الشهيدين خالد سعيد ومينا دانيال مقيدان فى كشوف الانتخاب التى سمعنا مواويل فى تنقيحها وتنقيتها، بل إن اللجنتين اللتين سيصوتان فيهما محددتان.

 

وإمعانا فى الكرم والسخاء فإن هذا الأمر لم يتم مع أسماء معروفة فقط، بل إن المضربين عن الطعام فى نقابة الصحفيين تضامنا مع أسرى موقعة العباسية الثانية أمضى بعضهم ليلة الإضراب فى زيارة موقغ اللجنة العليا للانتخابات للاطمئنان على أسماء ذويهم، فاكتشفت إحدى المضربات أن أحدث سبعة عشر من المتوفين فى محيطها العائلى مدرجون فى كشوف الانتخاب ولهم لجان وأرقام مسلسلة.

 

ولو وضعت كل ذلك بجوار مع اعترف به المستشار بجاتو باكتشاف تقييد رجال جيش وشرطة فى قوائم الناخبين، يصبح من حقك أن تأخذ نفسا عميقا جدا، أو تبتلع لسانك وتنام مطمئنا على أنك ستصحو بعد ساعات على انتخابات سليمة ونزيهة وشريفة وشفافة وهفهافة يقف نقاد العالم حائرين أمام ما تذخر به من مضامين بلاغية ورؤى إبداعية.

 

ولو أضفت إلى كل ذلك أنه ليس من حقك أن تعترض لو وجدت المرحوم قريبك قد سبقك إلى اللجنة ووقع بالحضور وأدلى بصوته، فلا مفر هنا من أن تشعر بالذهو لأنك شاركت فى تجربة انتخابية غير مسبوقة سيقف أمامها العالم مشدوها ومنبهرا.

وائل قنديل كاتب صحفي