إيه تاريخ منتخب فرنسا؟! - عمرو عز الدين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إيه تاريخ منتخب فرنسا؟!

نشر فى : الأحد 22 يوليه 2018 - 10:30 م | آخر تحديث : الأحد 22 يوليه 2018 - 10:30 م

الإسكندرية - أواخر التسعينيات

في متجره البسيط جلس عم بدر أمام التليفزيون ينتظر تحميل لعبة "الكرة اليابانية" على "بلاي ستيشن"، بينما جلست إلى جواره ممسكا بذراع اللعب منتظرا مثله، ثم بدأت اللعبة فاختار عم بدر منتخب البرازيل. قلت له مازحا: "ليه ماخترتش فرنسا؟ دي كسبت كاس العالم من سنة"، رد عم بدر بانفعال: "إيه تاريخها فرنسا عشان تكسب كاس العالم؟ أنت شوفت البرازيل كانت بتلعب إزاي؟ أكيد كانوا حاطين لها حاجة في الأكل أو الشرب عشان يتغلبوا"!

عم بدر يؤمن تماما أن فوز فرنسا بكأس العالم 1998 لم يكن مستحقا فهي بلا تاريخ -حسب رأيه- ولأن المونديال كان على أرضها، هداه تفكيره إلى حتمية وجود مؤامرة ما لتكسب فرنسا بثلاثية دون رد من منتخب قوي ومرعب، وقتها، مثل البرازيل.

كنت أشجع البرازيل منذ بطولة كأس العالم "أمريكا 1994"، بمنتخب ضم نجوما مثل روماريو وبيبيتو وتافاريل ودونجا وكافو وسانتوس وزينيو وبرانكو ومولر، وضمت قائمته رونالدو الذي كان عمره آنذاك 17 عاما، وبطبيعة الحال استمر تشجيعي للبرازيل في نسخة 98، لذا لم أفهم سر فوز المنتخب الفرنسي وقتها ولم أفرح لهم بطبيعة الحال، دون وصول الأمر للتفكير في المؤامرات والدسائس، كما لم أكن على دراية بتاريخ فرنسا الكروي، الذي لا يراه عم بدر ولا يعترف به.

منتخب فرنسا لم يفز بكأس العالم مطلقا قبل عام 1998، وهذه معلومة معروفة للجميع، لكنه كان يحاول ويصل إلى مراكز متقدمة في النسخ السابقة، مثلا أنهى مسيرته في كأس العالم السويد 1958 في المركز الثالث، وفي نسخة إسبانيا 1982 احتل المركز الرابع، بمنتخب كان يتوقع له الكثير بقيادة أسطورتهم ميشيل بلاتيني، بينما عاد للمركز الثالث في النسخة التالية المكسيك 1986 مع استمرار (شارة الكبتنة) على ذراع بلاتيني.

وتوج المنتخب الفرنسي ببطولة أخرى وهي كأس الأمم الأوروبية نسخة فرنسا 1984، ووصل لنصف نهائي نسخة إنجلترا 1996.

غياب منتخب فرنسا عن نسختي كأس العالم إيطاليا 1990 وأمريكا 1994 دفع عم بدر لنسيان محاولاتها السابقة للفوز بالكأس والتتويج باللقب، بالإضافة لتعصبه لمنتخب السامبا (أو السيليساو حسب عصام الشوالي)، وتعويضا عن ذلك اختار اللعب بالبرازيل دائما، بينما نكاية فيه كنت ألعب بفرنسا، لعله يتذكر لها تاريخا.

******

القاهرة - 2018

فرنسا في النهائي للمرة الأولى منذ مونديال ألمانيا 2006، الذي خسرته لصالح إيطاليا، لكني أجلس في مدرجات كرواتيا تقديرا لجهدهم طوال البطولة. أنتظر تتويج موديريتش ورفاقه بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم لكن فرنسا لا تمنحهم هذا الشرف، وبعين الخيال أرى عم بدر يشجع فرنسا وقد اعترف بتاريخها أخيرا، بينما يتساءل في سخط: "إيه تاريخها كرواتيا عشان توصل النهائي؟!".

عمرو عز الدين كاتب وصحفي مصري
التعليقات