•• على وزن أين أشيائى فى فيلم «لاتراجع ولا استسلام» لأحمد مكى.. علق مستمع على تعادل الزمالك مع وادى دجلة، فى برنامج محمد بركات الإذاعى بقوله: «أين صفقاتى؟».. ومنذ اليوم الأول للإعلان عن صفقات الزمالك قلت إن الفريق بلاعبيه ومدربه وإدارته سيتعرضون لضغوط هائلة تضاف إلى الضغوط المحملة بها أكتافهم وأقدامهم بسبب غياب البطولات لسنوات، لكن كما هى العادة اختصر التعادل فى أنه حالة ضعف فى الزمالك وفشل للمدرب الجديد، وهو تسرع فى الحكم على المدرب لا يستند إلى أى عمق أو موضوعية فنية.. يقابل ذلك عدم النظر إلى ما فعله فريق وادى دجلة من تنظيم دفاعى ثم انقضاض بهجوم مرتد على مرمى الزمالك، فلماذا يكون البحث دائما عن أوجه القصور فى الفريق الكبير دون البحث عن أسلوب الأداء الجيد فى الفريق الآخر؟!

•• فى الزمالك قضية أخرى تناقش باعتبارها مباراة بين التاريخ وبين المستقبل.. وهى قضية ملعب حلمى زامورا، وأدرك أن جيل الستينيات تحديدا يؤلمه هدم معبد كرة القدم الذى شهد سنوات شبابهم وانتصاراتهم، إلا أن الأمر أعمق من هذا الصراع ومن تلك المباراة ومن هذا الألم. فتاريخ الزمالك ليس ملعبه فقط فى ميت عقبة. تاريخه فى سنوات عمره، وشعبيته، وبطولاته.. راجيا عدم المقارنة مثلا بين أهرامات الجيزة كأثر وبين استاد حلمى زاموار كملعب فهذا إفراط ومبالغة غير مقبولة.

•• حسب ما علمت.. هناك عرض لبناء مول تجارى مكان الملعب يساوى ما يقرب من مليارين و200 مليون جنيه تدفع للزمالك على مدى 40 سنة، وهذا عرض المستقبل، إلا أن الأمر لا يخضع لقرار مجلس إدارة النادى أو جمعيته العمومية وحدهما، فهل تقبل الحكومة وهل يوافق التخطيط العمرانى على تحويل أرض الملعب إلى مشروع تجارى فى قلب الجيزة يضيف عبئا مروريا على المنطقة؟ لماذا لم تناقش القضية من هذا المنظور قبل أن تطرح كصراع بين أنصار التاريخ واحلام المستقبل؟

•• فى بريطانيا انتقل أرسنال من ملعب هايبرى إلى استاد الإمارات الذى بنى عام 2006 بتكلفة وصلت إلى 470 مليون جنيه إسترلينى.. وقد اعترضت شركات واعترض السكان بالمنطقة، وبعض ملاك الأراضى الذين رفعوا دعوى قضائية فى يوليو 2002 بهدف منع بناء الملعب الجديد الذى أثر على السياسة، فكان ورقة فى الانتخابات المحلية التى جرت فى مايو 2006. كذلك اعترضت شرطة لندن، وكان من الممكن ألا يحصل النادى على رخصة الأمن والسلامة التى يحتاجها لكى يفتتح الملعب.. فهل طرحت تلك الحسابات فى الزمالك أم أن الأمور فى بلادنا مازالت تسير على طريق العشوائية البعيدة عن التخطيط العمرانى؟

•• تمويل استاد أرسنال الجديد كان عبئا كبيرا على النادى، وأبرمت الإدارة صفقة رعاية لطيران الإمارات بمائة مليون جنيه، بالإضافة إلى استصلاح واستثمار الأراضى الواقعة حول الملعب فى منطقة اشبرتون جروف، كما أن هايبرى تم تحويله إلى شقق سكنية بعد رحيل النادى.. وهذا جزء يشبه مخطط إدارة الزمالك الحالية، ومن مصادر التمويل الأخرى قروض من البنوك بقيمة 290 مليون جنيه، ومساهمة بمبلغ 15 مليون جنيه فى مجال التموين دفعتها شركة ديلاوير نورث، التى تملك الحقوق الحصرية لعمليات التموين فى الاستاد لمدة 20 عاما.

•• مشروع المستقبل فى الزمالك لابد أن يكون مدروسا بما يتسق مع التخطيط الطويل للمنطقة بالكامل.. ولو كان الأمر يتعلق بالتاريخ فقط لما انتقل النادى من موقعه بجوار ثكنات قصر النيل حين تأسس، أو من موقعه الثانى عند دار القضاء العالى حاليا أو موقعه الثالث مكان مسرح البالون!!