الأقصر وأسوان.. فى انتظار السائحين - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأقصر وأسوان.. فى انتظار السائحين

نشر فى : السبت 23 يناير 2016 - 11:25 م | آخر تحديث : السبت 23 يناير 2016 - 11:25 م
فى الخامسة من مساء الخميس الماضى هبطت طائرة مصر للطيران فى مطار الأقصر، وعلى متنها الوفد الإعلامى الذى جاء من القاهرة للمشاركة فى الاحتفال بالعام الثقافى المصرى ــ الصينى.
هذا المطار الدولى الكبير لم تكن فيه إلا طائرة ركاب مدنية فقط، وربما كانت تنقل الوفد الصينى المشارك فى الاحتفالات. الحركة فى المطار هادئة للغاية. عندما ركبنا الأتوبيس وتحركنا إلى فندق جولى فيل كانت الشوارع شبه خالية، اعتقدت أن السبب ربما يرجع إلى إجراءات الأمن المتبعة لحماية الرئيسين المصرى والصينى والوفدين، لكن فى اليوم التالى أى الجمعة وبعد مغادرة الرئيسين، كانت الشوارع أكثر هدوءا.
سألت مسئولى أكثر من فندق، فقالوا إن نسبة الإشغالات لا تزيد على عشرة فى المائة، فى حين قال لى محافظ الأقصر محمد بدر إنها فى المتوسط تصل إلى ثلاثين فى المائة.
يوم الجمعة أيضا ذهبت برفقة بعض الزملاء الإعلاميين إلى وادى الملوك، وزرنا مقبرتى توت عنخ أمون ثم رمسيس الخامس والسادس. الزوار كانوا أيضا قلائل جدا، وقال لى أحد المرشدين السياحيين، إن طوابير الزوار كانت تمتد لمئات الأمتار قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ لدخول وادى الملوك.
مساء الجمعة وأثناء تحركنا من المطار إلى الفندق فى طريق العودة للقاهرة، سرنا فى العديد من الشوارع التجارية الرئيسية.. على ناصية أحد الشوارع كان هناك مشهد مؤثر، صاحب «حنطور» يجلس فى العربة، منتظرا ذبونا لا يجىء، ثم اكتشفت أن المشهد يتكرر كل مائة متر تقريبا. فى مثل هذا الوقت قبل الانفلات وتفشى الإرهاب، كان صعبا أن تجد مكانا فى الشارع تمشى فيه على قدميك، كان الخير كثيرا والرزق وفيرا، الآن تغير المشهد بالكامل. غالبية الفنادق شبه مهجورة، وأصحابها يصرخون من الفقر والعوز، لكن الذى دفع الثمن الفادح هم العمال والموظفون والاقتصاد القومى.
الحال لا يختلف كثيرا فى أسوان وربما أسوأ، كنت هناك يوم الأحد قبل الماضى فى زيارة استمرت سبع ساعات فقط لحضور حفل افتتاح متحف النيل. فندق جزيرة ايزيس الشهير لم يكن فيه يومها إلا خمسون غرفة من بين ٤٥٠ غرفة.
نسبة الاشغالات عموما فى المدينة لا تزيد على عشرة فى المائة ايضا. قابلتُ يومها مرشدين، قالوا لى إنهم وبعد أن وجدوا انفسهم بلا عمل، امتهنوا العديد من المهن ولكن معظهم تعثر ايضا بفعل الأوضاع الاقتصادية العامة.
فى تقدير محافظ الأقصر محمد بدر فإن الأوضاع مهيأة للتحسن، وهو يراهن على أن نسبة الإشغال قد تقفز إلى خمسين فى المائة خصوصا بعد تشغيل خط مباشر قريبا بين الاقصر وشنغهاى.
لكنه يطرح رؤية للتركيز على انشطة إنتاجية اخرى بجانب السياحة، حتى لا تظل المحافظة، رهنا بهذا القطاع شديد التأثر بأى عارض أو حادث، خصوصا أن معظم أهالى الأقصر يعتمدون عليها. وقال لى مسئول إن الحادث الذى وقع قبل ايام فى أحد فنادق الغردقة أدى إلى إلغاء بعض الحجوزات فى الأقصر.
الحكومة ينبغى أن تبحث عن صيغ جديدة لتنشيط السياحة بالمشاركة مع القطاع الخاص، الطرفان ينبغى أن يجلسا معا لبحث أفضل السبل، ولا ينبغى أن يرمى كل طرف المسئولية على الآخر، ويعتقد أنه أدى واجبه.
سمعت شكاوى كثيرة أن بعض المعالجات الحكومية والأمنية تقود إلى كوارث فى هذا القطاع، من حق الامن أن يطمئن ويتأكد ويتخذ كل الاحتياطات، خصوصا فى ظل إرهاب أعمى لا يتورع عن فعل أى شىء، لكن عليه ألا يتخذ قرارات أو إجراءات قبل الجلوس مع الخبراء والمختصين وأهل الصناعة، فربما يكون القرار فى هذه الحالة أفضل للجميع.
قبل ٢٥ يناير كان هناك أكثر من ١٢ مليون سائح ينفقون نحو ١٢ مليار دولار، الرقم انخفض إلى النصف تقريبا الآن، وأغلب الظن أن السياحة سوف تزدهر عندما يتم حل قصايا ومشاكل موازية، والبداية هى توفير الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب عبر رؤية شاملة تجعل غالبية المواطنين هم الظهير والسند.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي