الخطة البديلة فى ليبيا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخطة البديلة فى ليبيا

نشر فى : الإثنين 23 فبراير 2015 - 5:00 م | آخر تحديث : الإثنين 23 فبراير 2015 - 5:00 م

هناك سيناريو متوقع خلاصته أن أمريكا وبريطانيا وبعض بلدان المنطقة قد تزيد الضغط على الحكومة المصرية فى الفترة المقبلة لإرغامها على القبول بمصالحة مع جماعة الإخوان واحتوائها والقبول بنفس المصالحة فى ليبيا، وإلا فإن البديل هو حصار الحكومة المصرية.

السؤال الذى ينبغى أن يشغل أجهزة الحكم فى مصر هو: كيف يمكن مواجهة هذه الخطة، وما هى أوراق الضغط التى يمكن أن تستخدمها مصر؟!
أطرح هذا السؤال للنقاش اليوم فى ظل مجموعة من المؤشرات التى يفترض أن ننتبه إليها جيدا. أولها هذا الرفض الأمريكى ــ الأوروبى الواضح والصريح للطلب المصرى بتوفير غطاء من مجلس الأمن الدولى لمحاربة الإرهاب بل والمجموعات السياسية التى لا تعترف بالشرعية فى ليبيا وأهمها «فجر ليبيا» المدعومة من جماعة الإخوان.

والملفت أن تونس والجزائر كانتا أقرب إلى الموقف الأوروبى منه إلى المصرى، والأكثر لفتا للنظر هو البيان الذى صدر من مجلس التعاون الخليجى لنصرة قطر ضد مصر، ورغم أنه تم سحبه لاحقا فإنه كشف عن إرهاصات تغير فى الموقف الخليجى خصوصا السعودى، يمكن تلمسها فى بعض الكتابات والمداخلات التليفزيونية، ومعلوم أنها لا يمكن أن تتم من تلقاء نفسها أو بالمعارضة الصريحة لتوجهات القصر الملكى فى الرياض.

ليس ذلك فقط، بل إن المعادلة التى وضحت خلال الأيام الماضية هى أن أمريكا وبعض حلفائها يرهنون مساعدة مصر ضد الإرهابيين سواء فى سيناء او ليبيا وربما فى كل المنطقة بمدى اقترابها من التهدئة مع الإخوان، ظنا أن هذه المقاربة هى الكفيلة بهزيمة داعش.

السياق الراهن فى مصر يقول إن الحكومة ليست فى وارد التهدئة مع الإخوان خصوصا أنهم يزدادون عنفا يوما بعد يوم، وبالتالى فالمتوقع أن تزداد المواجهة عنفا وشراسة.

فى ظل هذا السيناريو هل يكون الرد الحكومى المصرى بمزيد من الشتائم لقطر وتجديد حديث عن المؤامرة لأمريكا والإرهاب للإخوان؟
هذا الرد تم تجريبه طوال شهور، لكنه لا يصلح لمواجهة هذا التكتل الدولى والإقليمى.

التريقة على قطر وشعبها يسىء الينا ويفيد فقط حكومة الدوحة ولا يقلقها، بل سيعطيها حجة للقول إننا شعب عنصرى، وحديث المؤامرة ضد أمريكا يكرس لمفهوم أننا غارقون فى هذه النظرية، وبالتالى، فالأفضل ألا نغرق فى هذه الطريقة التى يجيدها فقط «الإعلام الأصفر»، على أن تتفرغ أجهزة الحكومة للبحث فى بدائل حقيقية لمواجهة مشاكل كثيرة تأتى من الخارج القريب والبعيد، إضافة إلى شبكة العنف والإرهاب التى تزداد شراسة بالداخل.

لا نقبل أى تدخل فى شئوننا، أو المس بكرامتنا، ولكن علينا ألا نمارس سياسة «خبط دماغنا فى الحائط»، ما يجعلنا نتورط فى مصائد يحاول كثيرون نصبها لنا. وعلى هذه الأرضية علينا أن نبنى خططنا، وأن نستفيد قدر الإمكان من القوى التى تؤيدنا، وألا نحاول خسارتها بسهولة كما يفعل بعض السفهاء والحمقى.

ورقة الضغط الأساسية فى يد مصر هى أن يكون هناك ما يشبه الإجماع على القضايا الوطنية الرئيسية بالداخل، وأن يكون المجتمع متماسكا. وهذا الشرط الذى يبدو سهلا، ليس كذلك، لأنه يتطلب شفافية حقيقية، وحرية رأى وتعبير وقبول بالتنوع والتعدد تحت سقف الدستور، وعلى الأقل الحفاظ على تماسك معسكر ٣٠ يونيو.

ومن دون هذا فإنه يسهل على معسكر الخارج متحالفا مع إرهاب وعنف الداخل أن ينسف كل شىء للأسف الشديد.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي