رسالة من زوجة هشام جعفر - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة من زوجة هشام جعفر

نشر فى : الأحد 19 مارس 2017 - 10:15 م | آخر تحديث : الأحد 19 مارس 2017 - 10:15 م
يوم الخميس الماضى تلقيت اتصالا من الدكتورة منار الطنطاوى زوجة الباحث هشام جعفر، المحبوس احتياطيا الآن فى سجن العقرب، على ذمة قضية مركز المدى.
الرسالة جاءت عقب نشر مقالى يوم الخميس الماضى، بعنوان «جربوا الإفراج عن بعض مسجونى الإخوان» من المرضى وكبار السن وكل من يثبت براءته.
بعد الاتصال أرسلت لى الدكتورة منار رسالة عبر «الواتس آب» جاء فيها إن هشام محبوس احتياطيا منذ 21 اكتوبر 2015، وحالته الصحية تتدهور باستمرار لأنه يعانى من تضخم البروستاتا، وضمور فى العصب البصرى، ويفترض أن يتناول فيتامينات بصورة منتظمة حتى يحافظ على ما بقى من بصره، لإن إحدى عينيه صارت ضعيفة جدا.
حتى يوم الاثنين الماضى كان هشام جعفر فى سجن ليمان طرة، وخلال إحدى عمليات التفتيش وجدوا لديه أوراقا يكتب عليها خواطر قرآنية طبقا لرسالة زوجته، وقررت إدارة السجن نقله لسجن العقرب شديد الحراسة بسبب حيازة أوراق غير مصرح بها. وبعد نقله أصيب بحالة مستمرة من احتباس البول، وارتفاع نسبة البولينا فى الدم، إضافة إلى آلام حادة بسبب حساسية فى الجلد.
تقول الدكتورة منار أنها تحلم بان يتم الإفراج عن زوجها صحيا أو تحت أى مسمى، ولو بصورة مؤقتة أو بتدابير احترازية كما حدث مع بعض الحالات، بحيث يمكن متابعة حالته الصحية. وإذا تعذر كل ذلك، كما تقول الزوجة فيمكن إعادته لسجن ليمان طرة، الأخف وطأة من العقرب.
انتهت رسالة الدكتورة منار الطنطاوى، وكل ما ورد فيها من وقائع على مسئوليتها الخاصة.
قابلت هشام جعفر مرات معدودة، وانطباعى عنه أنه شخص مهذب وهادئ الطبع، وكان احد المؤسسين لموقع «اسلام اونلاين». لا أعرف حقيقة توجهاته ولا يشغلنى ذلك، لكن معظم من يعرفونه يقولون انه ربما مر على جماعة الإخوان، حينما كان طالبا بجامعة القاهرة قبل 30 عاما، ثم صار يوجه اليها انتقادات لاذعة فى كثير من المواقف. كما ان بعض مؤسسات الدولة استعانت به لاعداد بعض الاوراق البحثية والفكرية عن قضايا مختلفة منها المواطنة والحوار والحريات الدينية وهو موضوع اوفاه الكاتب الكبير ايمن الصياد حقه فى مقاله بالشروق امس الاحد.
ليست مهمتى التفتيش فى ضمائر الناس، وكل ما يشغلنى فى هذه السطور هو ضرورة النظر لحالة هشام جعفر من منظور إنسانى بحت.
لنضع الخلاف السياسى جانبا، وكذلك أى خلافات أخرى حينما يتعلق الأمر بحياة الناس حتى لو كانوا مسجونين ومدانين، ولو بتهم التجسس للعدو الصهيونى.
أعتقد أن الحكومة ووزارة الداخلية وسائر الأجهزة كسبت كثيرا حينما غلبت الجانب الإنسانى والأخلاقى، ونقلت محمد مهدى عاكف مرشد الإخوان السابق من سجنه إلى مستشفى قصر العينى، ثم نقلته بعدها لمستشفى المنيل، حيث يمكن لأسرته أن تهتم به أكثر. علمت أن حال الرجل تحسنت إلى حد ما، أو على الأقل استقرت، لكن الأهم أنه لم يعد بمقدور أى شخص بعد هذا التصرف ان يتهم الحكومة بأنها بلا قلب ومنزوعة الرحمة فى حالة عاكف. هى كسبت الكثير ولم تخسر شيئا، فعاكف مايزال تحت الحراسة فى المستشفى.
السؤال لماذا لا يتم تعميم نموذج عاكف على كل الحالات المماثلة وهى ليست كثيرة بالنظر الى أن معظم المقبوض عليهم من الشباب صغار السن؟
مرة أخرى هذه السطور ليست لها صلة بما يتم ترويجه من دعوات للمصالحة بين الحكومة والإخوان، ورأيى فيها أنها شبه مستحيلة الان، ولا يمكن الحديث عنها، فى ظل استمرار «التنظيم» و«الجمع بين الدعوى والسياسى»، واستمرار تبنى عمليات العنف والإرهاب بطرق مختلفة.
الجماعة لم تندم على كل ما فعلت، ولم تقم بإدانة العنف والإرهاب بصورة حقيقية، ولم تغير مناهج التربية داخلها، ومعظم تصرفاتها وتصريحات قادتها تدل على أنها لم تدرك حقيقة الزلزال الذى وقع فى كل المنطقة وليس مصر فقط. والأخطر أنها لا تدرك حقيقة الضرر الشديد الذى سببته لصورة الإسلام فى كل العالم، هى وجميع التنظيمات التى تتاجر زورا باسم الإسلام.
ورغم كل ما سبق فعندما يصاب احد مساجينها بأى مرض، فقد وجب تطبيق القانون، والاهم تغليب الجانب الإنسانى والأخلاقى.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي