** إذا كانت مشاكل وخناقات كرة القدم مادة صحفية للناقد الرياضى، فإنه يستطيع أن يكتب يوميا أربعة أعمدة مختلفة، ومتنوعة، ودسمة، ويمكن أن يلحنها كمان. ولكنى أشعر بالحيرة كل يوم وأنا أبحث عن مادة كروية رياضية محلية لطيفة، وبناء عليه أعود إلى السطر الأول.

فقد أفسد باسم مرسى رسالته التى أعجبتنا وقدمها ترحما على شهداء مصر لحظة تسجيل هدفه، بهذا الشجار والاشتباك الذى وقع مع حارس مرمى المقاصة وترتب عليه طرده.

** وسوف أفعل الآن ما يفعله بعض المذيعين فى التعليق على أحكام القضاء.. وأقول: إننى لا أحب التعليق على قرارات الحكام، وأكرر أن خطأ الحكم جزء من اللعبة.. لكن الحكم محمد فاروق احتسب هدفا للمقاصة لم يدخل مرمى الزمالك، وفى ذلك لا يوجد عذر التقدير. كما أنه لم يحتسب ضربة جزاء محتملة ضد أحمد توفيق، وفى ذلك يملك فاروق عذر سوء التقدير.. وهذه الأحداث جعلت المباراة عاصفة مع أنها لا تستحق، لأنها كانت من طرف واحد وفى اتجاه واحد..

** وفى سياق آخر، استقال جمال علام من رئاسة اتحاد الكرة تنفيذا لوعد أو لتصريح مثل الوعد سبق، وأدلى به بأنه سوف يستقيل حتى لا يعرض الكرة المصرية لخطر الإيقاف من قبل الفيفا، وقد كان ذلك التصريح هو نفسه ما نسب لأعضاء الاتحاد، فهم كما نشر فى الصحف، أعلنوا أنهم سوف يستقيلون فى حالة خسارتهم للقضية، ثم قيل إن أعضاء الاتحاد لن يتقدموا بالإستقالة الجماعية التى سبق، وأعلنوا عنها.

** وزير الرياضة المهندس خالد عبدالعزيز من جهته لا يستطيع بحكم منصبه السياسى أن يقول مثلا: «سوف أقنع أعضاء الاتحاد بالإستقالة »، وإنما سيتحدث عن إحترام اللوائح والمواثيق الدولية.. وعليه فى الوقت نفسه أن يعلن بوضوح تنفيذ حكم القضاء.. ونحن فى تلك الدوامة منذ عقود، وربما منذ نهايات القرن الماضى. وقد يحل قانون الرياضة الجديد تلك المعضلة..

** حكم القضاء نهائى وبات ويحترم. لكن اتحاد الكرة يستحق أن يتقدم باستقالته لأن اللعبة على كل مستوياتها تعانى، فلا ملاعب جيدة، والدخول والخروج يساوى محاولات الجمل المرور من ثقب إبرة. وكثير من مرتادى بعض ملاعبنا، ومشجعى مختلف الأندية، يحلمون بلحظة الاحتفال باختراع الصابون فى دورات المياه.. والاتحاد عليه أن يستقيل أيضا، لأنه عاجز عن معالجة مشاكل البث الفضائى. وعاجز عن تشكيل رابطة أندية محترفة. وعاجز عن بدء دورى المحترفين. نعم هو مسئول عن ذلك سواء بإقناع الجهات المسئولة فى الدولة. أو بتقديم دراسات تعجل من علاج أمراض اللعبة. ثم إن مركز المنتخبات الوطنية فى 6 أكتوبر يجب أن يتحول إلى معهد لكرة القدم المصرية، ويديره أفضل مدربى مصر.. فهل حدث ذلك؟

** يكفينى لمطالبة أعضاء الاتحاد بالاستقالة أن الحكم المصرى هو الوحيد فى المجرة الشمسية بكل كواكبها وكل دورياتها سواء فى زحل أو عطارد، هو الوحيد الذى لا يستعمل السماعات.. وعلى الرغم من أن الأعضاء صرحوا وألمحوا ونوهوا من قبل بأن الاستقالة فى جيب كل منهم.. فقد ثبت أن الاستقالة كانت فى جيب واحد فقط هو رئيس الاتحاد جمال علام الشجاع!