هو دا الإعلام يا جماعة - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هو دا الإعلام يا جماعة

نشر فى : الأربعاء 23 يوليه 2014 - 9:15 ص | آخر تحديث : الأربعاء 23 يوليه 2014 - 9:15 ص

من كان منكم بلا خطيئة، فليرم أمانى الخياط بحجر، فمعظم المبتسمين على شاشات الفضائيات مثلها، على الأقل.

كثيرون هم السابقون من فتوات الإعلام الذين ينتهى دورهم على هذا النحو، واللاحقون أكثر، بعد أن أصبح التحريض هو دور الإعلام، من أزمة الجزائر قبل أعوام، إلى محارق الصهيونية فى غزة الآن.

توقف الجميع عند «عملة» المذيعة، ولم يلتفتوا لأسلوب اعتذارها فى اليوم التالى، وتأمل هذه الدقائق كفيل بكشف ما وصل إليه الإعلام المصرى.

من باب «شجاعة الاعتراف»، كما قالت، عرضت أمانى الخياط رسالة من المشاهدة Chada، تسألها: كيف تعرضين فيديو قديما لخالد مشعل يتحدث إلى المغاربة، كأنه فيديو حديث له علاقة بما يحدث فى غزة الآن؟

سبقها أكثر من أخ لها من قبل. فيديو الجزائرى الذى يحرق علم مصر فى الثمانينيات، تم عرضه على أنه تصعيد فى أزمتنا الكروية مع الجزائر عام 2009. فيديو اعتقال مرسى قديم، ويعود لعام 2009. الرسام مصطفى حسين حى يرزق، رغم نشر «أنباء» مؤكدة عن وفاته قبل أيام.

لا أحد يدقق.

وتسأل المشاهدة المغربية: الدعارة تشكل عمودا أساسيا فى الاقتصاد المغربى، ما هى مصادرك، وما المغزى من ذكر ذلك مع فيديو مشعل؟

مصادر. كلمة لا يعرفها الإعلامى الكبير، ولا الإعلامية النجمة. وأمانى فى اعتذارها أدانت هذا النوع من الإعلاميين غير المدققين، لكن بلغتها. «كل التيارات التى ترفض تطور هذه الأمة، طول الوقت بتدس كثير من الأخبار، وتعيد عمل شير لكثير من الفيديوهات، وأحيانا نقع فى الخطأ».

لكن خطأ الإعلامى غير قابل للمحو، فهو يصب مباشرة فى وعى الجماهير، والدليل هذا الفيض من الغضب ردا على العبارة.

محتجون أمام سفارتنا بالرباط، أمس الأول، ورسالة من حرم السفير المغربى إلى المذيعة «التى تتهمنا بالعهر»، وبلاغ يتهم المذيعة بتكدير السلم العربى والإقليمى، وآخر من الجالية المغربية بمصر يتهمها بالقذف، ثم رد من المطربة المغربية «لمار» بتسجيل أغنية «مغربية أنا».

يخلط مذيعو السهرات والاصطباحات بين دور الزعيم، وعمل الصحفى الذى يفهم، ثم يبدأ فى توصيل ما فهمه بحرفية ومصداقية، وأدلة ثبوتية، لكن ما يجرى فى البرامج السياسية تجاوز الجريمة فى حق المهنة، ليصبح حربا على مصالح الوطن، بالتحريض على كراهية شعوب صديقة، أو طوائف دينية. أصبح الإعلام جريمة ضد المجتمع، بتخريب العقول وإفسادها.

هل هناك تهمة «اسمها تحريض على الكراهية أو تحريض على العنف أو شىء ممكن يخلينى كمواطن أرفع قضية على الكلام دا، ولا مش من حقى كمواطن؟ يعنى لو قلت البولنديين فى داهية ونطردهم يبقى قشطاط، أم أن هناك صيغة قانونية ما، تحاسبنى على الجريمة دى؟». سؤال على صفحة الكاتب أحمد سمير، ينقل الكرة إلى ملعب المجتمع ومصلحته، فالعقل الجمعى لمشاهدى البرامج الحوارية هو أكبر ضحية لإعلام من هذا النوع.

«فيه إعلاميين غير أمانى كانت لهم سقطات مهنية كبيرة ولم يعتذروا»، كتبها المهندس حازم عبدالعظيم، بينما شخط فينا الزميل محمد شردى، «يا جماعة مش كده، واحدة تقفل التليفون فى وش مسئول أثيوبى، والتانية تقول دعارة، مش هو دا الإعلام يا جماعة».

هو دا الإعلام يا حضرة الزميل، حتى إشعار آخر.

«تركت الحب، أخدت الأسى»، تقولها فيروز، وأضيف: تركنا باسم يوسف، وأخدنا كل هؤلاء.

محمد موسى  صحفي مصري