عفوًا يا برنس - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عفوًا يا برنس

نشر فى : الخميس 23 أغسطس 2012 - 9:00 ص | آخر تحديث : الخميس 23 أغسطس 2012 - 9:00 ص

للأسف الشديد، أراد الدكتور حسن البرنس عضو مجلس الشعب «المنحل» عن حزب الحرية والعدالة الصيد فى الماء العكر عندما قال إن قيام عدد من نشطاء حزب الدستور الذى يؤسسه الدكتور محمد البرادعى بتوزيع مطبوعات دعائية للحزب أمام المساجد وفى ساحات صلاة العيد هو دفن لمقولة «لا دين فى السياسة» وأن هذا التحرك من جانب نشطاء الحزب المدنى المنتظر هو ضوء أخضر لكى يواصل حزب الحرية والعدالة الإخوانى خلط العمل السياسى بالنشاط الدينى بأقصى قوة.

 

وما ذهب إليه الدكتور البرنس هو خلط فج للأوراق لأن ما قام به نشطاء حزب الدستور لم يكن أكثر من استغلال تجمع الناس للصلاة فى المساجد والساحات لكى يوزعوا عليهم مطبوعات الحزب، كما يمكن أن يحدث مع أى تجمعات بغض النظر عن سببها ومكانها، فى حين أن الحرية والعدالة يستغل منابر المساجد لكى يصب فى آذان الناس رسائله السياسية المخلوطة بالدين.

 

إن جماعة الإخوان وحزبها السياسى لا تستطيع ممارسة العمل السياسى بدون الغطاء الدينى الذى يعطيها ميزة تنافسية نسبية ولكنه يحرم البلاد من التنافس السياسى العادل بين الأحزاب. ولكن ما قام به حزب الدستور فى النهاية يمثل تطورا إيجابيا فى فهم الحزب الناشئ لطبيعة المجتمع المصرى الذى يلعب فيه المسجد دورا أساسيا لا يمكن تجاهله.

 

فالناس فى بلادى تذهب إلى المسجد لكى تعلن عن طفل تائه أو عن شىء مفقود، وتذهب إليه لكى تعلن عن الحاجة إلى متبرع بالدم لمريض فى مستشفى، وكل هذا ليست له علاقة بمحاولة استغلال المسجد لتحقيق أى أغراض دنيوية وإنما يرتبط بحقيقة أن المسجد هو ذلك المكان الذى يجتمع فيه الناس فى أوقات محددة ومن كل مكان.

 

عفوا يا دكتور برنس، فوقوف باعة الفاكهة والخبز ولعب الأطفال أمام المساجد أيام الجمع والعيد لا يعنى «استغلال الدين فى التجارة» وبالمثل فوقوف أعضاء حزب الدستور للترويج لحزبهم أمام المساجد ليس استغلالا للدين فى السياسة ولا يمكن أن يصبح مبررا لكى يواصل الإخوان استغلال منابر المساجد فى الدعاية لأنفسهم وللرئيس المنتخب ولتيارهم الفكرى والسياسى.

 

تصريحات البرنس تؤكد إصرار الجماعة على استغلال المساجد والخطاب الدينى كأوراق انتخابية رغم أن انتخابات الرئاسة كشفت عن احتراق هذه الأوراق بدرجة كبيرة وهو ما يعنى أن الإصرار دليل على فقر سياسى لدى أقوى جماعة سياسية فى البلاد وهو أمر لا نحبه ولا نريده بكل تأكيد.

التعليقات