خيارات التدخل المصرى فى ليبيا (٧) - نادر بكار - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خيارات التدخل المصرى فى ليبيا (٧)

نشر فى : الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 - 9:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 - 9:50 ص

وبعد ما استعرضناه من آثار سلبية لأى عمل مصرى منفرد فى طرابلس، ومع اشتداد حاجة القاهرة فى الوقت نفسه لمواجهة الأخطار المحدقة بها من ناحية حدودها الغربية، واستعراض مواقف دول الجوار العربى لطرابلس، يفرض التحالف المشرقى نفسه كخيار وحيد لأى عمل عربى مشترك تتعامل القاهرة من خلاله مع الأزمة الليبية.

والفجوة بين اعتبارات الأمن القومى لأطراف تحالف (القاهرة/ الرياض/ أبوظبى) ضيقة بل آخذة فى الانحسار أكثر وأكثر لتصبح حسبة واحدة، كما أوضحنا أكثر من مرة قبل ذلك وهو ما يعنى عمليا تكامل منظومة دفاع مشترك تواجه التأثير الكارثى للانفلات الأمنى فى ليبيا ونظيره فى اليمن وداعش فى أقصى شمال الجزيرة.

سيناريو خوض حرب مباشرة بصورتها التقليدية على الجبهات الثلاث من المرجح استبعاده رسميا على الأقل من خيارات التحالف المشرقى لاعتبارات سبق الإشارة إليها وللأثر الاستنزافى المتوقع من جراء فتح كل هذه الجبهات دفعة واحدة، إضافة إلى التنازع الداخلى فى جبهتين على الأقل (ليبيا ــ اليمن)، مما سيعزز مقاومة شعبية شرسة ضد هذا التحالف تناقض صورة (المحرر) التى كان عليها إبان أزمة الكويت وتستدعى صورة (المحتل) التى مثلها عراق صدام يوما.

فالمرجح أن يلجأ الحلف إلى نمط (الحرب بالوكالة) حتى وإن كانت غير كافية ٍعلى المدى القصير بصورتها التقليدية لحسم الصراعات بين القوى المتكافئة كما هو الحال فى ليبيا، ولتعويض ذلك فقد تضطر القاهرة إلى تطويره كثيرا ليشمل الدعم اللوجيستى المباشر (إمداد ــ إعداد ــ تدريب)، الدعم الاستخباراتى الكامل (توفير الظهير المعلوماتى ــ الحرب النفسية ــ اختراق التنظيمات المسلحة) وربما المساندة بالعمليات الخاصة غير الرسمية إذا استدعى الأمر لترجيح الكفة فى المعارك الحاسمة.

وأهم عقبة تعرقل إتمام هذا السيناريو شدة انقسام الداخل الليبى وتشظيه إلى أكثر من مجموعة وفرقة، كلها يتوجس شرا من الآخر (ولاسيما قطاع بنغازى وما حولها) وينظر إلى جهود لم الشمل وتوحيد الصفوف ونزع سلاح كل الميليشيات لإنقاذ ليبيا من التردى فى هاوية الدول الفاشلة، ينظر إلى هذه الجهود على أنها محاولة لفرض الهيمنة من قبل طرابلس مجددا لسلب بقية القبائل والجهات مقدراتها الاقتصادية، إذن المهمة الأكثر صعوبة فى هذا الصدد هى إيجاد الشريك الليبى الذى يحظى بأقل إجماع ٍ مقبول يمكن التعويل عليه ليحارب بالوكالة.