اختراق طائرة الاستطلاع الأجواء الإقليمية الإسرائيلية فشل مخزٍ للجيش - رؤبين بدتسور - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اختراق طائرة الاستطلاع الأجواء الإقليمية الإسرائيلية فشل مخزٍ للجيش

نشر فى : الثلاثاء 23 أكتوبر 2012 - 1:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 23 أكتوبر 2012 - 1:05 م

لا شك فى أن حادثة طائرة الاستطلاع من دون طيار التى أرسلها حزب الله،  والتى اخترقت الأجواء الإقليمية الإسرائيلية، وحلقت أكثر من ساعتين فوق البحر وأكثر من نصف ساعة فوق اليابسة قبل أن تسقطها طائرات سلاح الجو، تشكل فشلا مخزيا للجيش الإسرائيلى.

 

فقد قامت هذه الطائرة بالتحليق فوق البحر الأبيض المتوسط إلى أن وصلت  إلى الشاطئ المحاذى لقطاع غزة، وخلال هذه الفترة لم تكتشفها منظومات الإنذار والرصد الإسرائيلية. وإن دل هذا الأمر على شىء فإنه يدل على وجود «ثقوب» فى منظومات الإنذار والرصد الموجودة فى حيازة الجيش الإسرائيلى.

 

ويمكن التقدير أيضا بأن تلك الطائرة مرت فى أثناء تحليقها فوق البحر بقطع تابعة لسلاح البحر الإسرائيلى، من دون أن ينتبه أحد إليها. كما أنها مرت فوق منشآت التنقيب عن الغاز الطبيعى فى عرض البحر، وكان فى إمكان من أرسلها أن يحمّل عليها شحنات من المواد المتفجرة، وأن يقوم بإلقائها على إحدى هذه المنشآت.

 

بناء على ذلك، يتعين على قيادة الجيش الإسرائيلى أن تقدم تفسيرا لمسألة عدم اكتشاف هذه الطائرة إلاّ بعد أن توجهت إلى اليابسة لدى وصولها إلى الشاطئ المحاذى لقطاع غزة. كما يتعين على هذه القيادة أن تفسر لماذا قررت أن تقوم طائرات سلاح الجو بمرافقة طائرة الاستطلاع فترة معينة قبل إسقاطها، ذلك بأن الحجة التى قيلت لتبرير هذا الأمر وفحواها أن سبب ذلك يعود إلى الحرص على إسقاط الطائرة فى مناطق مفتوحة هى حجة غير مقنعة على الإطلاق، إذ إنها لا تأخذ فى الاعتبار احتمال أن تكون الطائرة محملة بمواد متفجرة، وأن يقوم الذى أرسلها فجأة بتفجيرها فوق أحد الأهداف.

 

وما يثير القلق أكثر من هذا كله هو إسراع المسئولين فى إسرائيل إلى عرض  الفشل الذى منيت به عملية مواجهة هذه الطائرة على أنه نجاح، كما انعكس الأمر فى التصريحات التى أدلى بها كبار المسئولين السياسيين والعسكريين، وفى مقدمتهم وزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، نظرا إلى أن ذلك يعنى أنه لا حاجة إلى إجراء أى تحقيق أو طرح أى أسئلة، أو استخلاص أى دروس

رؤبين بدتسور محلل سياسي
التعليقات