الشباب فى المؤخرة - عصام رفعت - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشباب فى المؤخرة

نشر فى : الخميس 23 أكتوبر 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الخميس 23 أكتوبر 2014 - 7:50 ص

بينما كان من المتصور أن يكون الشباب فى المقدمة يقود ويعدو ومعه خبرات المحنكين من الحكماء فإذا بنا نجد الشباب حبيسا فى المؤخرة أو السبنسة محروما من التطلع والطموح، كما أن البلد محروم من طاقات القادرين منهم سواء بالعلم أو بالكفاءة وهذا ليس بجديد فى الوقت الذى كان يجب أن يكون فيه الجديد هو البحث عن الطاقات الشابة وفق معايير للكفاءة وإطلاق هذه الطاقات.

والبحث هنا لا يكون ولا يبدأ من الأجهزة وما قد يكون لديها من قاعدة للبيانات ولكن فى تصورنا إذا كنا نريد للكفاءة ان تتصدر المشهد فيتم ذلك من خلال الإعلان عن الوظائف العليا القيادية ولنترك الشباب يتقدم إليها بمستنداته ويكون الحكم فى الاختيار هو مدى مطابقة المواصفات المطلوبة لا غير، ثم يأتى بعد ذلك دور الأجهزة من حيث إجراء التحريات المطلوبة وللآن لم نعرف موقع شباب مصر على الخريطة؟ أين هم وماذا يفعلون وهل سنتركهم مرة أخرى فريسة للإحباط والفراغ والبطالة وعدم المشاركة وتهميشهم وعدم الاعتداد بهم؟ وماذا تعمل الدولة الآن بكل اجهزتها لتقدم فرصا تسمح لهم بالتقدم إلى الصفوف الأولى أم أن ثقافة الجهاز الحكومى لايزال يسيطر عليها فكر الأقدمية وغيرها من القيم التى من شأنها تجميد الفكر والمبادأة والنشاط.

إننا نتساءل متى يفسح المجال للشباب ومتى يقومون بدورهم فى بناء مصر؟

وراء هذا الكلام ملاحظات على عدة أمور جرت دون أن نلتفت إليها.

أولها ترشيح مصر الاقتصادى البارز الكبير الدكتور حازم الببلاوى ليتولى منصبا رفيعا مديرا تنفيذيا ممثلا للمجموعة العربية فى صندوق النقد الدولى وهو (78) عاما له تاريخه العلنى الاقتصادى داخل مصر وخارجها فى المحافل العربية والدولية، كما أن له تاريخه ومواقفه السياسية خلال عمله نائبا لرئيس الوزراء أو رئيسا للوزراء والرجل بما لديه من خبرات وعلم فى تاريخ الاقتصاد يستحق المكان والمنصب الرفيع وأكثر منه ولكنه أى المنصب لا يضيف له شيئا لا الآن ولا بعد انتهاء مهمته وعودته نهائيا إلى الوطن بينما كان من المتصور إتاحة الفرصة أمام كفاءات من الشباب لاكتساب المهارات وصقل قدراتهم وفهمهم للساحة الاقتصادية الدولية والاستفادة من التجارب الدولية حتى يمكنهم إفادة الوطن فيما بعد فى آية مناصب أخرى يتولونها قبل الوصول إلى سن التقاعد وليس هذا تقليلا من قدر الرجل وقدراته.

وثانيها تطوع رئيس الوزراء الأسبق الدكتور الجنزورى ــ مشكورا ــ فى محاولة لوضع قائمة تضم عشرات الأسماء لترشيحهم كنواب فى مجلس النواب الذى سوف تجرى انتخاباته خلال شهر ديسمبر المقبل وما تسرب من أسماء ضمتها هذه القائمة كانت لشخصيات شاركت مسبقا فى العمل الوزارى وغيره واعتزلت الحياة السياسية ويجرها الدكتور الجنزوى إلى العمل السياسى مرة أخرى وهى فى مرحلة سنية تقترب من سنه بطبيعة الحال (81 عاما) ولهذا جاءت القائمة المسربة خلوا من الشباب.

وثالثها هذا النشاط الكبير ــ ما شاء الله ــ للمهندس محلب رئيس الوزراء الذى يعمل فى الشارع، أى الواقع، ويحل المشاكل على الطبيعة وله قدرة على سرعة اتخاذ القرار وهو هنا يعيد إلى أذهاننا رجالا عظاما تولوا تعمير مصر وإعادة التعمير فى مناطق الحرب ولهذا فإنه يعد امتدادا لهذه المدرسة، وبالتالى عليه ان يصطحب مجموعة منتقاة من الشباب تتعلم منه وتكون نواة لتولى المسئوليات فى المستقبل.

إن مصر مليئة بالإمكانات والموارد ويعد الشباب أحد أهم مواردها التى تنتظر الكشف عنها وصقلها وإدماجها فى العمل الوطنى لتنهض بها البلاد مثلما تعتمد عليها محليا دولا كثيرة فى أوربا وأمريكا والشرق الأقصى أو تستقدمها مثل دبى أو غيرها.

عصام رفعت من ابرز الكتاب الإقتصاديين فى مصر والوطن العربى ، عمل رئيسا لتحرير الأهرام الإقتصادى ومقدما لبرنامج المنتدى الإقتصادى بالتليفزيون وشارك فى العديد من المؤتمرات المحليه والعربيه والدوليه وله العديد من المقالات بالأهرام والصحف العربيه والدوريات العلميه.
التعليقات