جوارديولا أحرق روما.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جوارديولا أحرق روما..

نشر فى : الخميس 23 أكتوبر 2014 - 7:55 ص | آخر تحديث : الخميس 23 أكتوبر 2014 - 7:55 ص

•• فعلها نيرون فى المدينة، وفعلها جوارديولا فى الفريق.. مسكينة العاصمة الإيطالية روما. ومسكين فريق روما، الذى عانى مرارة الخسارة بسبعة أهداف أمام الوحش الألمانى بايرن ميونيخ فى دورى أبطال أوروبا. وكانت الهزيمة قاسية، خاصة أنها وقعت على الملعب الأوليمبى فى روما، وسجل الألمان خمسة أهداف فى 35 دقيقة ثم أضافوا هدفين فى الشوط الثانى..

•• بتواضع المنتصر، قال بيب جوارديولا لمحطة سكاى الرياضية الإيطالية:

«أمامنا أشياء قليلة لابد من تطويرها. فقد منحنا فريق روما المساحة والفرص فى الشوط الثانى.. وأضاف: هذه مباراة غير عادية. إنها مجرد حادث. والنتيجة لا تعكس الفارق فى المستوى بين بايرن ميونيخ وبين روما، فهو فريق جيد يلعب كرة جيدة دائما. لكننا كنا نلعب بشراسة، وأحسنا فى اتخاذ القرار وفى صناعة المساحات بشكل عام».

•• المدرب الفرنسى لفريق روما رودى جارسيا قال إنه المسئول عن تلك الخسارة، وإنها هزيمة استراتيجية، وليست عقلية، فما أصاب الفريق من انهيار كان نتيجة أخطاء وقع فيها. وأنا أول من وقع فى الأخطاء..

يذكر أن جارسيا سبق أن خسر قبل عامين أمام جوارديولا بستة أهداف مقابل هدف فى آخر مواجهة بين بايرن ميونيخ وبين فريق ليل الذى كان يدربه جارسيا.

•• هذه هى المباراة رقم 12 على التوالى التى لا يخسر فيها بايرن ميونيخ فى مختلف البطولات التى يشارك بها.. وهذا الأداء من أهم أسباب تعاقد الفريق الألمانى مع المدرب الإسبانى، الذى بدأ قبل عامين فى نقل بايرن ميونيخ إلى مستوى آخر من الشعبية الأوروبية والعالمية حين غير من طريقة اللعب، واعتمد أسلوب تيكى تاكا الذى طبقه فى برشلونة على مدى أربع سنوات، لكنه أكد أن هذا الأسلوب لم يكن قائما أبدا على فكرة الاستحواذ على الكرة بالتمرير دون هدف أو لمجرد تبادلها، وإنما كان الهدف فى كل مباراة أن نمرر ثم ننطلق نحو الأمام وإلى مرمى المنافس. وهو الأسلوب الهجين بين الكرة الشاملة الهولندية والتيكى تاكا القديمة والتى استخدم فيها الإسبان مهارات التمرير وتبادل الكرة للفوز بالصراعات الفردية والجماعية فى الملعب دون الحاجة للاحتكام إلى صراعات بدنية تستخدم فيها القوة العضلية، خاصة أن أجساد لاعبى إسبانيا صغيرة، وقد أضافت قوة وسرعة الألمان مميزات جديدة للتيكى تاكا، الذى يمكن مواجهته بالضغط وبالهجوم المضاد العنيف.. وقد حدث ذلك فى مباراة شهيرة بين ريال مدريد وبين بايرن ميونيخ فى الموسم الماضى، خسر فيها الألمان بأربعة أهداف..

•• شهد حريق روما مأساة للاعب أشلى كول الذى تلاعب به أريان روبين وجعله يكره كرة القدم والجبهة اليسرى فى الملعب.. واعتبرت صحف ووكالات ما جرى فى تلك المباراة بمثابة زلزال أصاب العاصمة الإيطالية.. لكن ما يلفت الأنظار، هو المشهد الحضارى المتكرر عقب المباراة، إذا أخذ لاعبو روما يصفقون لجماهيرهم الغفيرة التى صدمتها الهزيمة، إلا أن الصدمة لم تخرجهم عن حدود اللياقة والأدب، فلا سباب، ولا زجاجات فارغة تلقى، ولا مطالبات باستقالة المدرب وتسريح اللاعبين وحل مجلس الإدارة.. إنها الرياضة التى تشهد ساحتها انتصارات وانكسارات، وفوزا وهزيمة، ولحظات فخر ولحظات تسامح.

•• إنها الرياضة يا بشر؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.