ابتعدوا عن الرسول ولا تتحدثوا باسمه - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ابتعدوا عن الرسول ولا تتحدثوا باسمه

نشر فى : الجمعة 23 نوفمبر 2018 - 11:55 م | آخر تحديث : الجمعة 23 نوفمبر 2018 - 11:55 م

نداء عاجل إلى داعش: أرجوكم.. ابتعدوا عن الرسول ولا تنطقوا اسمه.. أو تتحدثوا عنه.. ولا تذكروا أحاديثه أو سيرته أو تشرحوها.. لأنكم ببساطة ودون لف ولا دوران تسيئون له وتقدمونه أسوأ تقديم.. وتلطخون ثوب رسالته البيضاء بالدماء الحرام وتشوهون رسالته الرحيمة ببغيكم وجهلكم.
يا داعش أرجوكم اتركوا الرسول ورسالته تتحدث وحدها عن نفسها.. فأنتم أفشل محام يمكن أن يدافع عن قضايا الإسلام العادلة.. وأخون تاجر تولى تجارة الإسلام الرابحة التى حولتموها إلى تجارة خاسرة كاسدة، حتى فى أوطاننا، فضلا عن بلاد غير المسلمين.. فلم يوجد فى تاريخ الإسلام من نفر الناس عنه وشكك الناس فى رسالة نبيه مثلكم.
لقد وبخ النبى صحابيا أطال بالناس فى الصلاة، فجعلهم يتركونها، قائلا: «إن منكم منفرين»، فماذا كان سيقول وهو يرى سفهاء الدواعش وهم يذبحون الأبرياء ومعصومى الدماء بين الحين والآخر؟!
أيها الدواعش لا تتحدثوا عن الرسول ولا تذكروا اسمه أو سيرته.. فقد وجد الرسول طائرا ملتاعا قلقا ينظر هنا وهناك، فأدرك ما أصابه، فقال لأصحابه: «من فجع هذه فى أفراخها.. ردوا عليها أولادها».. فجاء أحد الصحابة بأفراخها.
يا داعش أنتم بالذات لا تتحدثون عن القرآن الذى استحيا أن يذكر جواز قتل أسرى الحرب، حتى لا يتخذها البعض ذريعة للتوسع فيها واكتفى بالمن أو الفداء «فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها».. ولم يذكر عقوبة الرجم لقسوتها وشدتها وحتى لا يسوغها لكل حاكم ظالم أو تنظيم فاجر.. رغم ورود العقوبتين فى السنة.
يا داعش.. اتركوا الرسول يتحدث عن نفسه ويبلغ رسالته للدنيا بنفسه ولا تلوثوا منبره الشريف بأغراضكم السياسية الدنيئة.
يا داعش اتركوا الرسول (ص) يبشر ما دمتم مصرين على التنفير.. اتركوه يجمع ما دمت تفرقون أمة الإسلام والعرب.. اتركوا الرسول يبنى بعد أن أصبحتم عنوانا للهدم.. اتركوه يرحم ما دمتم تخصصتم فى القسوة والجفوة وغلظة القلب.. اتركوا الرسول يصفح ويعفو، لأنكم ما زلتم لم تسمعوا بقلبكم آية واحدة من آيات العفو.. ألم تسمعوا يوما هذه الآيات: «اصفح الصفح الجميل».. «فاصفح عنهم وقل سلام».. آسف يا داعش، فأنتم لا تعرفون الصفح، فهل أحدثكم عن الصفح الجميل الذى لا عتاب فيه ولا تثريب؟
اتركوا الرسول يحنو ما دام قلبك يعشق الانتقام.. اتركوه يطفئ حرائق الأحقاد والفتن التى تشعلونها فى كل يوم.
مالكم يا داعش والرسول؟ فليس بينكم قرابة ولا نسب.. ولا حب ولا مودة.. ولا أتباع ولا طاعة.. فالرسول صفته «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وأنتم قيل عنكم: «أرسلت داعش من الشيطان مدمرة للعالمين.. ومفجرة للعالمين.. وحارقة وكارهة وذابحة للعالمين».
مالكم والرسول الذى يهتف: «أفشوا السلام بينكم».. وأنتم تأمرون أتباعكم «أفشوا الدمار والذبح فى الدنيا كلها».
مالكم والرسول وهو يقول: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما».. وأنتم تكفرون 99% من الكرة الأرضية و90% من المسلمين.
مالكم والرسول وهو يقول: «من آذى ذميا فقد آذانى».. وأنتم لا تؤذونهم فحسب.. ولكنكم تذبحونهم وتفخرون بذلك.
مالكم والنبى الذى يقول: «أعطوا الطريق حقه» وأنتم تخطفون كل من يخالفكم تارة من أجل فدية أو الابتزاز وتارة من أجل التلذذ بالذبح.
مالكم والنبى الذى جاء بالإحياء: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».. وأنتم جئتم تزرعون الموت والدمار فى كل مكان.
مالكم والرسول الذى يحبب الناس فى الله وأنتم تبغضونهم فى ربهم.. ويعين الناس على شياطينهم.. وأنتم تعينون شياطين الأرض كلها على الناس.
مالكم والرسول وهو يقرب الناس من الجنة ويرغبهم فيها وأنتم تباعدونهم عنها.. أين أنتم من الرسول الذى يباعد الناس من النار وأنتم تقربونهم منها.. مالكم والرسول الذى احترم ووقر كل أنبياء الله وأنتم تفجرون قبورهم اليوم وتصورون التفجير وتفخرون به؟
يا داعش أرجوكم ابتعدوا عن الحديث عن الرسول الكريم.. لأنكم كلما اقتربتم من أحد ابتعد الناس عنكم.

التعليقات