فبراير قادم.. هل نحتفل أم ننتحب أم نبتهل؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فبراير قادم.. هل نحتفل أم ننتحب أم نبتهل؟

نشر فى : الثلاثاء 24 يناير 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 24 يناير 2017 - 9:30 م
لا ماء.. لا كهرباء.. لا كرامة.. لا حياء.. أفراد ومناطق تتطاول على الوطن والمواطن فى صلب عيشه ومعيشته... تحتجز الدولة وتختطف المواطن لأجل تحقيق مكاسب ومنافع أبرمتها حسابات سياسية ملعونة.. حال للأسف بنكهة الصديد.. كنا نأمل أن يكون الحال غير الحال ولكن هذا هو الواقع الذى علينا أن نعترف بوجوده وأن نقف جميعا لتغييره ليكون مشرقا وسعيدا.

سيحتفل البعض منا نكاية ببعضه الآخر حتى لا يعترف بالفشل ولكى لا يظهر بمظهر المهزوم ولا مهزوم فى الحقيقة إلا الوطن.. سيحتفل البعض فقط لإثبات أن الواقع وردى مليء بالتضحيات والبطولات.. وكأن الناس فى ليبيا لا تموت من الفاقة والعوز والجوع.. احتفالات لن تعدو أن تكون تبريدا للأحشاء من اضطرام نيران الاحباطات والاخفاقات فيها.

هل سنحتفل لأن المواطن صار الموت يحيط به من كل جانب فلا يدرى لما قتل ولا على أى شىء قتل... هل سنحتفل بندرة الكهرباء أم باختفاء الماء.. هل سنحتفل بالتجار وغلاء الأسعار.. هل سنحتفل بتفشى الشقاق والنفاق.. هل سنحتفل بجموع الخونة العاطلين الذين صيرناهم أساتذة ومعلمين.. هل سنحتفل بالعملاء الذين لا يهمهم من الوطن إلا الأموال كيف يسلبونها منا.. هل سنحتفل لأن نصفنا مشلول والباقى معلول.. هل سنحتفل لأن الحقد صار رئيسنا والغل قائدنا والكذب سلاحنا والنهب ديننا وتبرير الفشل حديثنا.

عن وعلى أى شىء سنحتفل وقد تجذر الفراق بين الإخوة والعداوة بين الأحبة.. هل سنحتفل بحكومات خائنة ووزراء مرتشين حولوا البلد بلدان والشعب شعوبا.. هل سنحتفل بقادتنا الجدد الذين لا نعرف لهم تاريخا ولا يجيدون إلا السلاح والتجذيف.. هل سنحتفل بتشظى البلد وهتك العرض وخيبة الولد وسوء المنقلب.

***

سيكون احتفالا بائسا تعيسا هزيلا لأن فيه تشجيعا للحيتان أن تستقوى وللصوصية أن تستغول.. الاحتفال سيكون عندما نجلب كل من تولى أمورنا للمحاسبة والتحقيق ونحاكمه على كل قرش أين ومتى ولمن أعطاه.. سيكون احتفالا عندما نخرج الوطنيين من المعتقلات ونضع بدلا عنهم رجال العصابات وسادة التحويلات ورجال الازمات ومدبرى الانقلابات.. سنحتفل عندما تصبح حدودنا مصانة واركاننا مهابة والمواطن هو القيمة الاعلى والهدف الاسمى.

سيكون للاحتفال قيمة عندما نتوقف عن رفع شعارات كاذبة مؤججة مؤذلجة تزيد الفرقة وتبعث على التشرذم وترسخ للعداوات وتدفع الشباب إلى المحارق... سنحتفل عندما نشعر أن الوطن لنا جميعا لا لأحد دون أحد.. سيكون للاحتفال رونقه عندما يعود الوطن واحدا والوجع واحدا والهدف واحدا... عندما نتخلص من الأفاقين ممن يوهمون الناس بأن الخير قادم فقط ليتحصل على الميزانيات فيسرقها وينهبها هو ومن جلبه لهذا المنصب.

كيف نحتفل وكل من تولى أمورنا قد غشنا من المجلس الانتقالى ومكتبه التنفيذى إلى المؤتمر ولا نقف عند البرلمان.. كيف نحتفل ومن يقتل ويسرق هم المنتخبون والمعينون من قبلهم ومن أبعد منهم فى الانتخابات الأولى رجع بفضل التحالفات متخفيا تحت مسمى لجان الحوار والخوار وما هو الا اعادة انتاج نفس الوجوه والعقليات ضاربين شعاراتهم فى التداول والشفافية والنزاهة عرض الحائط.. على أى شىء سيحتفل الليبيون وقد صار حديثهم عن الماء والدواء والضياء اكثر من ذكر رب السماء.

سنحتفل عندما لا يتمكن شخص مأجور من ارهاب شعب بأكمله سيكون للاحتفال معنى عندما يستطيع الشعب ردع صعلوك نكرة يهددهم فى مورد رزقهم وسبيل حياتهم.. سنحتفل عندما يمتلك الليبيون الشجاعة ليأخذوا على ايدى المبتزين والسماسرة والارهابيين.. سنحتفل عندما يكون حالنا افضل بالإنتاج لا بانتظار تصدير النفط.. عندما يصبح التنافس فى العمل المنتج الشريف هو الغاية.. عندما يتسيدنا اكثرنا انتاجا وعملا واحسانا.. سنفرح ونبتهج عندما تكون الوظائف العامة متاحة امام الجميع عبر لجان فنية تختار المتخصص القدير وليس اللص الكبير.. الاحتفال سيكون عندما نجد بلادنا فعلا مستقلة غير محتلة لا تعيش المذلة ولا ترضى بالذلة.

لننظر إلى هؤلاء الذين يتقاتلون اليوم ليحكمونا هل فيهم من تتوافر فيه خصال النبل والاستقامة.. التخصص والوطنية والصرامة.. ما البهجة فى هذا الاحتفال وحالنا مزر مهلهل يقول للوطن وبأعلى صوت: إننا يا ليبيا نخذلك.. وسنخذلك؟

 

التعليقات