حينما يغدو «اليمنُ» ثمنًا - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:52 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حينما يغدو «اليمنُ» ثمنًا

نشر فى : الثلاثاء 24 مارس 2015 - 10:30 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 24 مارس 2015 - 10:30 ص

مرير جدا أن تحاول التعليق على سحب القوات الأمريكية جنودها من اليمن فى هذا التوقيت بالذات.. التوقيت نفسه الذى يعيث فيه الحوثيون فسادا فيما تبقى من صنعاء وتزحف فيه كتائبهم باتجاه الجنوب وتقصف ألويتهم بطائرات إيرانية محل إقامة الرئيس اليمنى بعدن... مرير لأن التواجد الأمريكى كان معيبا منذ البداية... مرير لأننا لم نفهم أبعاد الصفقة منذ البداية... مرير لأنه شئنا أم أبينا نذير يضاف إلى نذر سابقة كلها تؤكد أن الحرب الأهلية اليمنية لم تبدأ بعد!

(اليمن) لم يعرف من السعادة التى وصفوه بها يوما إلا اللمم.... والآن حتى اللمم يستكثره عليه أبناؤه وجيرانه وأعداؤه وحتى أصدقاؤه... غدا (اليمن) ثمنا فى صفقة مشبوهة سيترك العنان فيها لـ(طهران) أكثر وأكثر وليتمزق اليمن وليتشظى حتى إلى مائة قطعة... من يهتم؟

(الحوثيون) ليسوا سوى أداة صماء يستخدم أفرادها وقودا رخيصا لتغذية محرك الإمبراطورية... إمبراطورية عاصمتها بغداد كما صرح الإيرانيون وكرروا وأكدوا فى كل مناسبة على مدى الأشهر الماضية.

عاش (الزيديون) جنبا إلى جنب مع (السنة) فى طول اليمن وعرضها فى تجانس وسلام كاملين فما الذى جد الآن ؟.... ضعفنا نحن العرب وتشرذم جهودنا وقبلها اختلاف مقاصدنا هو الذى جد عليهم.

استغل الإيرانيون كل فرصة وأضاع العرب كل فرصة، حتى من قبل موجات الربيع العربى انتقلت (طهران) من خانة المدافع عن وجود طائفى عنصرى بغيض ثمانينيات القرن المنصرم، إلى قوة إقليمية يتعاظم عنفوانها تدريجيا، ويقضى لها (الأمريكيون) تارة و(العرب) تارة أخرى على كل منافس أو كابح للجماح... أفغانستان، العراق كانتا البداية... والآن سوريا واليمن.. وقبل ذلك بكثير كانت لبنان.

وإثارة قلاقل (البحرين) ليست إلا بالون اختبار لن يلبث الإيرانيون أن يعدلوا بناء عليه استراتيجية اختراقهم لشرق الجزيرة العربية ربما بعد استتباب الأمر فى صنعاء وعدن!

إدارة (أوباما) حسمت أمرها مبكرا واقتسمت (الأمر الواقع) مع الإمبراطورية الجديدة ــ القديمة....(سايكس ــ بيكو) جديد فى ذكرى مائة عام على الأول يرسمه الآن الأمريكيون والإيرانيون ونكتفى كعهدنا فقط بمحاولة الاستكشاف..الإنكار..الاستنكار...ثم القبول فى نهاية المطاف!