أين هاشتاج «كلنا طرطوس واللاذقية»؟! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أين هاشتاج «كلنا طرطوس واللاذقية»؟!

نشر فى : الثلاثاء 24 مايو 2016 - 10:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 24 مايو 2016 - 10:05 م
قبل أسابيع قليلة شنت قوات الجيش السورى الموالية لبشار الأسد هجمات دامية ضد مواقع داعش والنصرة فى مدينة حلب. هذه الهجمات تسببت فى خسائر فادحة فى صفوف الإرهابيين، لكنها تسببت أيضا فى سقوط مدنيين بين قتلى وجرحى وتدمير العديد من المنازل. قوى كثيرة فى العالم انتفضت للتضامن مع حلب وأهلها ورأينا «حملات اعلامية وهاشتاجات تويترية» كثيرة عنوانها «كلنا حلب»، خصوصا بعد ان انتشرت مشاهد الدمار والخراب والدماء التى تسبب فيها القصف الجوى والمدفعى على حد قول اصحاب هذه الحملات.

لا أحد لديه قلب أو خلق أو ضمير أو نفس سوية يقبل ما حدث فى حلب ضد المدنيين العزل. لكن السؤال الذى أثير وقتها هو كيف يمكن للقوات السورية النظامية أو أى قوات مشابهة فى أى دولة أن تتعامل مع تنظيمات إرهابية مثل داعش والنصرة تتحصن بين المدنيين وتحتجزهم رهائن لديها، رغم انها تتبجح بالقول انها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء؟!

أمس الأول نفذ تنظيم داعش سبعة تفجيرات دموية متزامنة فى مدن جبلة وطرطوس واللاذقية، وسط تجمعات للمدنيين خصوصا فى محطة للحافلات أدت إلى مقتل ١٤٨ شخصا وأكثر من ٢٠٠ جريح.

للأسف الشديد لم نرَ ردود فعل قوية ضد هذه الهجمات الإرهابية الدموية التى استهدفت أبرياء غالبيتهم من الطائفة العلوية التى ينتمى إليها بشار وعائلته، مواطنون ابرياء كل ذنبهم انهم كانوا يسيرون فى الشوارع أو يستعدون للتنقل عبر محطة الحافلات الرئيسية، أو مصابين وقعوا فى التفجير الاول، فطالهم التفجير التالى.

لم نرَ ولم نقرأ أو نسمع عن هاشتاجات تقول «كلنا جبلة أو طرطوس أو اللاذقية»!!!.

قبل شهر حرص الجميع على إدانة ما حدث لمدينة حلب، ولهم كل الحق فى ذلك، لكن معظم هؤلاء لم ينطقوا للأسف بعد المذابح الوحشية التى ارتكبها داعش. وقتها قيل ان قوى اقليمية ودولية ضخمت من حجم مشاهد الدمار فى حلب لقلب الطاولة على نظام بشار، بعد أن حقق تقدما على الارض ضد التنظيمات الارهابية خصوصا داعش والنصرة.

حينما يصمت هؤلاء عن جرائم داعش فإنهم يكونوا عمليين مشاركين فيها. لا نريد منهم الإدانة اللفظية الباردة، ذرا للرماد فى العيون، بل نريد إدانة ممزوجة بسلوك على الارض يقطع الطريق على داعش وافكارها. لم يعد خافيا أن تيارات كثيرة وبلدانا فى المنطقة والعالم تدين داعش لفظا لكنها تستفيد من جرائمه فعلا.

لا يريد هؤلاء المتواطئون الاعتراف بأن ما يفعله داعش والنصرة وغالبية التنظيمات التى تتمسح فى الإسلام هى أفضل دعاية ضد الإسلام وسماحته، وأفضل دعاية لصالح الصهاينة وكل من لا يريد للإسلام والمسلمين خيرا.

منذ ٢٨ ابريل الماضى اندلعت معارك دموية عنيفة فى الغوطة الشرقية فى ريف دمشق بين فصائل إسلامية متشددة أبرزها جيش الإسلام من جهة وبين فيلق الرحمن، وجيش الفسطاط التابعين للنصرة من جهة أخرى، أدت إلى مقتل أكثر من ٣٠٠ شخص. سوف يسأل كثيرون سؤالا منطقيا هو: إذا كانت هذه التنظيمات تدعى أنها تحارب بشار وجيشه وطائفته وتريد سورية متحررة وديمقراطية ومدنية، فلماذا تتقاتل ضد بعضها البعض؟!.

قولا واحدا هى فصائل إرهابية لا تؤمن بالحرية أو الديمقراطية أو الدولة المدنية. هى تنظميات يقودها مجموعة من العملاء أو المختلين، ولا تختلف كثيرا عن التنظيمات الإرهابية الشيعية فى العراق أو سوريا.

كارثة سوريا والعراق واليمن وأمثالهم أنها بلدان منكوبة بالاستبداد منذ زمن طويل، لكن الكارثة أن غالبية المعارضة منها أكثر إرهابا ودموية واستبدادا، وبالتالى فلا يمكننا إلا أن نتعاطف مع الشعوب الشقيقة فى هذه البلدان سواء كانوا سنة أو شيعة الواقعة بين سندان الانظمة ومطرقة المعارضة.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي