لحظة الحقيقة بالنسبة إلى أبو مازن - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لحظة الحقيقة بالنسبة إلى أبو مازن

نشر فى : الأربعاء 24 مايو 2017 - 9:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 24 مايو 2017 - 9:45 م

كما يجرى فى الأفلام، منح دونالد ترامب بمصافحة يد (وليس بقبلة) الحياة من جديد لأبو مازن وللسلطة الفلسطينية التى يرأسها. قبل بضعة أسابيع فقط كان يبدو أن مستقبل الاثنين صار من الماضى، وفى مناطق السلطة انشغل الجميع بمسألة من الذى سيحل فى المستقبل محل أبو مازن، وما إذا كان هناك أمل أو مستقبل للسلطة فى ضوء فشلها فى مواجهة صعود شعبية «حماس»، وبصورة خاصة فى ضوء فشلها فى إنشاء جهاز حكم فاعل ومفيد وغير فاسد فى المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
لكن فى هذه الأثناء وصل ترامب حاملا بشرى السلام الإسرائيلى ــ الفلسطينى، وصفقة حلمه الذى هو مصر على تحقيقه، ومنح أبو مازن حياة جديدة، وبصورة خاصة الأهمية المتجددة التى هو بحاجة ماسة إليها.
لكن ليس من المؤكد البتة أن أبو مازن متحمس حيال وظيفة الشريك التى يعدها له ترامب، ومن هنا يمكن أن نفهم سبب عدم وجود فرحة عارمة فى السلطة الفلسطينية لدى استقبال الضيف الكبير، مثل تلك التى استقبل بها ترامب لدى زيارته إلى السعودية.
وبخلاف الرئيس الذى سبقه، باراك أوباما، لم يقع ترامب ولا المحيطون به تحت سحر الفلسطينى، وهم لا يظهرون الحرارة والتأييد للقضية الفلسطينية اللذين طبعا الإدارة الأميركية السابقة. بالنسبة إلى ترامب، الأمور أبسط بكثيرــ الإرهاب إرهاب، والتحريض تحريض، و«حماس» تنتمى إلى الأشرار الذين يجب محاربتهم. بناء على ذلك، لا مجال لبازار شرق ــ أوسطى يضع فيه الفلسطينيون شروطا مسبقة من أجل إجراء محادثات سلام من شأنها أن تحول دون بدء هذه المفاوضات.
لكن برغم الإصرار الذى يظهره ترامب، فإنه ليس كلى القدرة. وعلى جدول أعماله اليومى، حتى المتعلق بالشرق الأوسط، هناك مشكلات ملحة ومهمة. وهو يعتبر تنظيم داعش والإسلام الراديكالى الأعداء الذين تجب محاربتهم، وضم أيضا إيران إلى هذه القائمة كلفتة كريمة موجهة إلى الزعماء العرب الذين التقاهم مطلع الأسبوع.
فى هذه الأثناء يتعين على أبو مازن أن يقرر ما إذا كان سيواصل ممارسة ألاعيب مراهنا على أمل لن يتحقق أبدا، وعلى أن يأتى يوم يفرض فيه المجتمع الدولى وعلى رأسه واشنطن، على إسرائيل حلا على مقاسه؛ أو بخلاف التوقعات والتقديرات ينضم تحديدًا إلى ترامب. شىء كثير يتعلق بأبو مازن، لكن يتعلق أيضا بترامب الذى يجب أن يضع أوراقه على الطاولةــ شراكة والتزام حقيقيان بأبو مازن، أو المضى قدما بمشكلات أخرى وترك أبو مازن يواجه مصيره.

أيال زيسر
يسرائيل هيوم
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات