رامبو.. وكلاب البلدوج - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 5:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رامبو.. وكلاب البلدوج

نشر فى : الأحد 24 يونيو 2012 - 8:50 ص | آخر تحديث : الأحد 24 يونيو 2012 - 8:50 ص

●● لعب برانديلى مدرب إيطاليا بطريقة 4/4/2 أمام أيرلندا، بحيث يكون خط الوسط بشكل مماثل لفاكهة الكمثرى أو الماسة، ثم لعب برانديلى مباراتيه أمام إسبانيا وكرواتيا بطريقة 3/5/2 التى نصفها هنا بأنها قديمة، وتقول عنها الوكالة الفرنسية إنها طريقة رامبو، و«رامبو» ليس مقاتلا بل يعنى الشكل الهندسى لخط وسط الفريق، حيث يتكون من اربعة اضلاع بوجود لاعب وسط مدافع امام خط الدفاع ثم جناحين على الجهتين اليسرى واليمنى ولاعب وسط صانع ألعاب خلف المهاجم.. أما الظهير الإنجليزى أشلى كول فقد حذر الايطاليين أن يستعدوا لمواجهة 11 كلب «بولدوج»، مشيرا الى أن لاعبى الفريق مستعدون «للموت على ارضية الملعب.. (لحسن الحظ أنه لم يقل مستعدون للعض).. لكننا بذلك بصدد مشاهدة مباراة قوية بين رامبو الإيطالى، وفريق الكلاب البلدوج..!

 

●● أعود إلى مباراة ألمانيا واليونان التى أختصرها فيما يلى: السرعة ضد البطء. الهجوم المتعدد الطبقات ضد الدفاع المتحصن فى طابق واحد. الحيوية والديناميكية ضد قلة الحيلة.. اللياقة المدهشة ضد النضال المرهق.. الثقة بالنفس ضد عدم الثقة بالنفس.. اللعب ببهجة ضد اللعب بغضب.. اللعب ضد الحرب.. سبعة رءوس حربة فى لحظة ضد رأس حربة واحد فى كل لحظة. وهى المباراة الوحيدة من أربع مباريات فى دور الثمانية يمكن وصفها بأنها من جانب واحد..!

 

●● أقل متوسط أعمار فى منتخب ألمانيا، وقد تغيرت الكرة الألمانية كثيرا فى المونديال الأخير وبدأ التغيير فى عام 2000، عقب إخفاق المنتخب فى الأمم الأوروبية.. فقرر الاتحاد الألمانى دراسة أسباب المشكلة.

 

وبعد الدراسة وجد الاتحاد أن اللعبة تعانى من ندرة المواهب، فقرر ضخ 800 مليون يورو لبناء ملاعب فى مختلف أنحاء البلاد، وإعداد أجيال جديدة من المدربين للإشراف على مراحل الناشئين والشباب، لصناعة أجيال جديدة من المواهب.

 

●● أنتج الاتحاد الألمانى فى سنوات قليلة 17 ألفا (سبعة عشر ألف مدرب لفرق الشباب) وفى عام 2010 كان يقابل هذا العدد فى إنجلترا 900 مدرب فقط.. وامام اليونان أجرى يواكيم لوف ثلاثة تغييرات فى خط المقدمة.. لعب شورله ورويس وكلوزه مكان مولر وبودولسكى وجوميز.. كما أشرك المدافع بواتنج بدلا من لارس بندر.. أربعة تغييرات فى مباراة فاصلة.. هذا يسقط نظرية التجانس والانسجام القديمة، ويطرح السؤال: كيف تدرب 23 لاعبا على اللعب فى التشكيل الاساسى؟

 

●● يبقى أن الإبداع الفردى الآن ينتهى بإبداع جماعى.. فقد كانت بصمة أوزيل موجودة فى الأهداف الأربعة، وهذا إبداع الفرد. إلا أن الجمل التى أسفرت عن الأهداف هى من نتاج إبداع الجماعة. فهذا فريق يهاجم بسبعة لاعبين فى أسوأ الأحوال وهم: ماركو رويس واندرى شورله وميروسلاف كلوزه ومسعود اوزيل وسامى خضيرة وباستيان شفاينشتايجر وفيليب لام.. والآن أتخيل أنى أسمع كيرياكوس بابادوبولوس وهو يصيح طوال المبارة على زملائه فى الدفاع: «إمسك أوزيل. حاسب خضيرة.. فين رويس..كلوزة.. حد يمسك كلوزة.. لام هناك.. إلحق واحد جى من هنا.. حاسب.. حاسب.. ياساتر!»

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.