بدون عنوان - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بدون عنوان

نشر فى : الإثنين 25 يونيو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 25 يونيو 2012 - 8:00 ص

حينما تتشابك الخيوط وتتعقد ويقع الإنسان فريسة سهلة لشبكة محكمة حبالها غليظة تحكم قبضتها فى إصرار عليه، يجب ألا يفكر هذا المسكين إلا فى الهرب. بلا شك نعانى جميعا الآن على اختلاف ثقافاتنا وما نعتقده فيه من حالة نفسية يعرفها العلم باسم كرب ما بعد الصدمة.

 

إنه بالفعل كرب نفسى، هذا الذى يلقى ظلا ثقيلا داكنا على أيامنا وبلادنا فى تلك المرحلة العبثية من تاريخنا.

 

أحاول أن افتح نافذة صغيرة تأتينى منها بعض نسائم باردة عذبة ربما أعادت لعقلى بعضا من تركيزه وجلبت لقلبى بعض ما تمنيت من أمان.

 

أقلب فى صفحات دورية علمية للطب النفسى فأجد دراستين جديرتين، باستعراضهما: الأولى تضمنتها صفحة صحة وتغذية الأسبوع الماضى، تشير إلى أن العودة لعادات دافئة كاجتماع الأسرة يوميا على مائدة العشاء له أثر إيجابى مباشر على صحة أفرادها. الثانية أقدمها لكم اليوم عل نتائجها تبدد بعضا من سحب الغم التى تتكاثف فى سماء صباحاتنا.

 

الدراسة اجريت فى جامعة كونيكتكيت. قام أطباء علم النفس بمراجعة نتائج 36 دراسة كاملة نشرت خلال العامين الماضيين من كل أنحاء العالم تعكس تجارب نفسية لعلاقة الآباء والأبناء ومدى أثرها على تطور شخصيات الأبناء.

 

تحدثت الدراسة عن أثر الأب وعلاقة الحب أو الرفض التى تربطه بالأبناء. كلنا بالطبع نتصور أن أثر الأم أكبر على أطفالها وأن حبها لهم يفوق حب الأب.

 

يبدو أن الأمر هكذا. لكن الواقع من نتائج الدراسة يؤكد أن أثر الأب على نمو شخصية الطفل يبدو عظيما إذا ما اقترب من الطفل دائما وعايش ما يمر به من تفاصيل حياتية صغيرة. إن الأم غالبا هى التى تعايش طفلها فى كل تجاربه لأنها تشعر من داخلها بشعور أصيل يدفعها لملازمة طفلها.

 

تشير الدراسة أيضا إلى أن أقسى الصدمات التى يتعرض لها الطفل هو الإحساس بأنه مرفوض سواء من الأم أو الأب. إن آثار ذلك الألم النفسى أقسى كثيرا من الألم الجسدى، الأمر الذى ينعكس فى مناطق معينة من نسيج المخ تبدو متحفزة ردا على الألم النفسى ولا علاقة لها بالألم العضوى.

 

تؤكد الدراسة أيضا أن أثر حب الأب لطفله لا يختلف على وجه الاطلاق بنتيجة اختلاف العرق أو اللون أو الجنس فى كل الدراسات التى تم استعراضها على تنوعها.

 

الدراسة تدعو الآباء لإظهار مشاعرهم لأبنائهم وألا يتركوا الأمر وحده للأم التى ولنفس السبب يوجه إليها اللوم دائما إذا ما أخطأ الأبناء أو سلكوا سلوكا خاطئا.

 

البحث عن الدعم المعنوى لدى الأهل، الأصدقاء، وحتى الأفكار الجميلة قد تخفف عنا بعضا من كرب هذا الزمان.. حاولوا. كان الله فى العون.

التعليقات