اطلبوا كرة القدم فى الصين.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اطلبوا كرة القدم فى الصين..

نشر فى : الأحد 24 يوليه 2016 - 9:40 م | آخر تحديث : الأحد 24 يوليه 2016 - 9:40 م
** سيكون الدورى الإنجليزى هذا الموسم أسخن من المواسم السابقة (هو فى الواقع ساخن دائما).. السباق على اللقب يدخله مانشستر سيتى، ومانشستر يونايتد، وتشيلسى، وأرسنال، وليفربول، وتوتنهام وليستر سيتى.. من بقى إذن؟.. إلا أن وجود جوارديولا على رأس الجهاز الفنى لمانشستر سيتى، ومورينيو على رأس جهاز مانشستر يونايتد يضفى الكثير من التوابل على البريمير ليج. فالاثنان بينهما صراع خفى منذ أن شاركا معا فى السباق على الدورى الإسبانى.. واليوم يلتقى الفريقان فى الصين، وهو أول لقاء كلاسيكو إنجليزى بينهما خارج الحدود.. وكلاهما خسر آخر مباراة ودية، إذ فاز بايرن ميونيخ على مانشستر سيتى 1/صفر. وفاز بروسيا دورتموند على مانشستر يونايتد 4/1..

** الفرق الأوروبية اتجهت إلى الصين شرقا، حيث الثروة، والمقابل المادى الكبير من جانب الشركات والهيئات الصينية التى تمضى فى خطة منظمة لإعلاء شعبية كرة القدم. والصين أدركت أهمية اللعبة أخيرا، وبعدما انتهت من ثورتها الثقافية، ثم بناء القدرة العسكرية، ثم بناء القوة الاقتصادية، ثم بناء القوة الرياضية. فقد بدأت الصين منذ 20 عاما عملية تطوير حركتها الرياضية، فدخلت دائرة القمة فى الألعاب الأوليمبية، تنافس الولايات المتحدة، وتحتل موقع ورسيا، والشرق الأوروبى كله.. ونجحت..

** الآن تسير الصين فى خطة كرة القدم، فالاقتصاد القوى أنعش اللعبة، ولأن اللعبة صناعة، فقد بدأت منذ سنوات الشركات الصينية الكبرى فى شراء أندية وشراء لاعبين وهو تكرار لتجربة أمريكا فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى، حين استعانت بكبار النجوم مثل بيليه وبيكنباور وجورج بست، وشينجاليا.. لكن الشعب الأمريكى لم يهضم تلك اللعبة البطيئة، الخالية من الإثارة، والمسالمة جدا (هذا من وجهة نظرهم مقارنة بألعابهم المفضلة، كرة القدم الأمريكية، بما فيها من عنف، وكرة السلة بما فيها من أهداف غزيرة، والبيسبول بما فيها إثارة)..

** خطة الصين فى كرة القدم نجحت، ففازت الأندية ببطولات آسيا، ودخلت المنافسة مع أندية الغرب (الخليج) وباقى أندية الشرق (اليابان وكوريا الجنوبية). وقرر الرئيس الصينى نشر اللعبة فى المدارس بتأسيس 50 ألف مدرسة كرة قدم على مدى 20 سنة. كما أعلنت مجموعة صنينج الصينية للإلكترونيات أنها اشترت نحو 70 فى المئة من اسهم نادى انتر ميلان الايطالى مقابل 270 مليون يورو، ضمن سلسلة استثمارات صينية شجع عليها الرئيس الصينى جى جين بينج الشغوف بكرة القدم، ومعروف أن شعبية مانشستر سيتى وتشيلسى كبيرة فى الصين بينما يحظى مانشستر يونايتد بشعبية كبيرة فى اليابان. ومعلوم ان مستثمرين صينيين اشتروا 13 بالمائة من أسهم مانشستر سيتى من مالك مقابل 375 مليون يورو.

** ويضاف إلى ذلك استيراد النجوم، ودعوة الفرق الأوروبية. ولأن كرة القدم صناعة عند هؤلاء.. عند الصين وعند أوروبا، فالمصلحة متبادلة. وأهم مصالح الأندية الأوروبية هو الانتشار وتوسيع قاعدة الجماهير. المهم أن الغرب يتنافس على كعكة جماهير الصين العريضة.. فأقل جمهور لنادٍ يتجاوز عدده 20 مليونا.. وقديما كان العلم يطلب فى الصين، والآن يطلبون كرة القدم أيضا..

** عالم آخر صحيح.. «مش عالم شهادات»!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.