اعتبروا .. واعملوا لأنفسكم - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اعتبروا .. واعملوا لأنفسكم

نشر فى : الثلاثاء 24 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 24 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

س: من أول من باع الإخوان؟

ج: الإخوان أنفسهم

اطمأنت الجماعة للحكم، ظنت أنها ستبقى فيه لمئات السنين، قدر كبير من التطلع والثقة والرغبة فى البقاء، أنست الإخوان أن عجلة الزمن يمكن أن تعود للوراء، لم تعتبر من الرجل الذى ظل لـ30 عاما يأمر ويطاع، ويسعى للموت على مقعده الرئاسى ثم انتهى به الحال فى القفص.

ظل الإخوان مطاردين طوال نصف تاريخهم وأكثر بالحظر القانونى، وعندما آلت إليهم السلطة تلكؤوا وتباطؤا فى تقنين أوضاع الجماعة ظنا منهم أن أى سلطة لن تأتى من بعدهم لتلاحقهم مجددا بالحظر والتجريم.

ظن الإخوان وهم يسكرون من خمر السلطة أن جهاز الشرطة لن يعمل عليهم ثانية، لكنه سيعمل لحسابهم، فلم يكترثوا بأى إصلاح ولا إعادة هيكلة، حاولوا الحفاظ على الوحش كما هو بثقافته التى تجذرت فيه طوال 30 عاما من الحكم الأمنى.

 اعتقدت الجماعة أن كوادرها لن تقف مرة أخرى أمام محاكم عسكرية، نشوة السلطة تنسى الناس مكر الله، فلم تكترث بتحصين المواطنين المدنيين من المثول أمام القضاء العسكرى، وأهدرت لحظة ثورية فارقة لضبط تغول القضاء العسكرى على المدنيين.

 اطمأن الإخوان إلى أنهم لن يعودوا مرة أخرى لسيارات الترحيلات، تلك المرحلة المظلمة والبائسة لن تعود، هم الآن فى السلطة، وهم من يسوقون الناس فى سيارات الترحيلات إلى معسكرات احتجازهم الشرعية وغير الشرعية، لذلك لم يكترثوا لحظة بإصلاح أوضاع الترحيلات والسجون.

فهم الإخوان وقتا أن من يطالب بتعديل قانون الحبس الاحتياطى حتى لا يوضع متهم لعامين متصلين على ذمة اتهام قد يخرج منه بريئا، يريد أن يفرج عن مبارك، فأهدروا وجودهم فى السلطة تشريعيا ورئاسيا، حتى دار الزمان دورته وعاد سيف الحبس الاحتياطى على رقابهم من جديد.

•••

ما قيمة هذا الحديث الآن؟

الحديث عن الإخوان صار من باب تدبر العبر ودراسة الأخطاء، ربما يعترف بها من ينتمى لهذا التنظيم يوما، لكن الأهم أن يعتبر من فى السلطة اليوم، ليدرك أن وجوده فى جميع الأحوال ليس دائما، أمامه من قضى 30 عاما، ومن قضى عام فى الرئاسة وبضعة أشهر فى البرلمان، لم يعمل أى منهم لنفسه فجرى عليه ما رضى به للناس.

لا أطلب ممن يصوغون الدستور ويؤسسون للدولة الآن أن يفكروا فى الشعب أو يكترثوا بآماله وأحلامه، فقط أطلب منهم أن يفكروا فى أنفسهم، وأن يعملوا لأنفسهم ولأنفسهم فقط.

ليتحسب كل من يشارك بنصيب فى السلطة الآن، للحظة التى يغادر فيها. وهو يصوغ ما يصوغ عليه أن يتحسب وقوفه أمام القضاء لأى سبب وهو يضع ضمانات التقاضى، وأن يفترض أنه أو نجله أو عزيزًا عليه مضطر للوقوف أمام القضاء العسكرى، أو الاحتجاز على ذمة قضية، أو ركوب سيارة ترحيلات، وهو يقيد الحريات أو يشرع لها الأبواب.

التاريخ لا يمنح حصانة لأحد.. لا تكونوا مثل هؤلاء الذين لم يعملوا للناس ولا لأنفسهم فدارت عليهم الأيام بما رضوه للناس فأقروه أو امتنعوا عن إقراره.

من لم يعتبر بسابق صار عبرة للاحق.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات