حتى يظل جيشنا قويًا! - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى يظل جيشنا قويًا!

نشر فى : الجمعة 24 نوفمبر 2017 - 9:05 م | آخر تحديث : الجمعة 24 نوفمبر 2017 - 9:05 م
رغم مرور أكثر من أسبوع، على افتتاح المرحلة الأولى من مزرعة غليون السمكية بمحافظة كفر الشيخ، التى تقام على مساحة نحو 4000 فدان، وتعد أكبر مشاريع الاستزراع السمكى بالشرق الأوسط وإفريقيا، إلا أن موجات السخرية اللاذعة، لم تهدأ حتى الآن من بعض العبارات التى رددها عدد من الضباط المسئولين عن المشروع، مثل «قائد خط السمك.. قائد خط الجمبرى».
هذه السخرية بدأت من عناصر جماعة الإخوان والمواقع التابعة لها، وهو أمر نعتبره مفهومًا، نظرًا إلى أن الجماعة تعتبر الجيش المصرى خصمًا سياسيًا عنيدًا لها، بعدما انحاز إلى جموع الشعب التى خرجت فى ثورة 30 يونيو عام 2013، للمطالبة بإنهاء حكمها للبلاد الذى لم يستمر سوى عام واحد.
لكن اللافت هنا أن تلك السخرية لم تقتصر فقط على جماعة الإخوان، وإنما خرجت أيضا من عناصر تنتمى انتماء واضحًا لمعسكرى «يناير ويونيو»، رغم أن وقائع التاريخ القريب تذكر أن تلك العناصر هى من كانت تطالب دائما باستدعاء الجيش المصرى إلى المشهد السياسى، إما لإنهاء حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى 2011، أو لإنهاء حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى فى 2013، كما أنها أيضا كانت ترفع فى كل وقت شعار«الجيش والشعب إيد واحدة».
ربما يقول أبناء هذا المعسكر، إن هذه السخرية مبررة، نظرا لأن دور الجيش فى الحياة المدنية، زاد بطريقة لافتة خلال السنوات الأخيرة، والرد على ذلك أن هذا الجيش دائما ما ينفذ أوامر قائده الأعلى.. فإذا ما طلب منه المساهمة فى بناء مساكن أو تعبيد طرق أو المساعدة فى إنشاء مشاريع تحقق الأمن الغذائى، فإن قادته لن يترددوا فى تنفيذ ما يطلب منهم، احتراما للسلطة الشرعية التى انتخبها الشعب، مثلما كان هؤلاء القادة أنفسهم، يؤدون التحية للرئيس الأسبق مرسى، قبل أن يخرج الشعب للمطالبة برحيله.
الجيش المصرى لا يستحق هذه السخرية، فهو يعرف دوره جيدا ويعرف أيضا أن الكلمة الأخيرة فى تحديد مهامه ودوره وطبيعة عمله هى لقائده الأعلى.. هذا الجيش هو الذى يقاتل الإرهاب التكفيرى فى سيناء، وهو من يحمى حدودنا الغربية على مدى الساعة، والذى ثأر لذبح المواطنين المصريين الأقباط فى ليبيا، وهو من ثأر أيضا لشهداء الشرطة فى الواحات، وهو من أعاد بناء الكنائس المدمرة من قبل الإرهاب، وهو الذى يطور ويحدث أسلحته باستمرار لمواجهة التحديات العاصفة التى تموج بها المنطقة والتى تهز استقرار دول عديدة فيها، وهو ايضا من سلنجأ إليه حال أصبحت قضية المياه مع إثيوبيا «مسألة حياة أو موت» بالفعل!. 
ينبغى على الجميع إدراك أن مثل هذه السخرية، تثير نذر خطر كثيرة، لأنها تحاول النيل من سمعة وتماسك وترابط وصورة هذه المؤسسة الوطنية، التى لا يمكن الاستغناء عن دورها ورسالتها ومهمتها الرئيسية، وبالتالى يجب التوقف عن هذا النهج حتى يظل لدينا جيش قوى متماسك قادر على حماية هذا الوطن.
كذلك يجب على القيادة السياسية، العمل خلال الفترة المقبلة على تقليل استدعاء الجيش إلى المشهد، خصوصا فيما يتعلق بالمشاركة فى تنفيذ المشروعات التنموية والقومية، حتى لا يتصيد أحد كلمة هنا أو موقف هناك من أجل إطلاق موجات سخرية تشوه صورة ودور الجيش، ونعتقد أن الرئيس السيسى نفسه يفكر جيدا فى هذا الأمر خلال فترته الرئاسية الثانية، المتوقع أن يفوز بها نظرا لأنه المرشح الأبرز حتى الآن، لاسيما وأنه كان قد صرح فى حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية فى شهر أكتوبر من العام الماضى، بأن «القوات المسلحة تقوم بدور كبير فى عملية التنمية، وسوف يتراجع فى السنوات المقبلة، بعد أن تكون قد انتهت من تنفيذ خطة إعادة بناء وتأهيل البنية الأساسية للدولة».
التعليقات