ارفضوا التعليم بـ«الحفظ» - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 9:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ارفضوا التعليم بـ«الحفظ»

نشر فى : الجمعة 24 نوفمبر 2017 - 9:00 م | آخر تحديث : الجمعة 24 نوفمبر 2017 - 9:00 م
نشرت صحيفة عكاظ مقالا للكاتبة «نورة محمد» وجاء فيه؛ من وقت لآخر أجلس مع صديقات وأقارب، خضعن لنفس نظام التعليم، الذى خضعت له فى مناهج ومراحل التعليم فى مدارسنا. ومن باب «المزح» تارة ومن باب الجد تارة أخرى نحاول استعادة الذكريات وتذكر ما درسناه فى تلك الحقبة الزمنية الماضية، مثل معلقة امرئ القيس «مكر مفر مقبل مدبر معا.. كجلمود صخر حطه السيل من عَل»، وكأننا وقتها سندخل إلى ساحة معركة تتبارى فيها السيوف.
كان يفترض على تعليمنا التركيز فى مواهبنا وتطوير أدواتنا واكتشاف قدراتنا بموازاة نتائج «الجذر التربيعى» وحل معادلات (س ص)، بتعليم فلسفة العقل (الذهن)!
نتذكر جميعا كيف كنا فى دراستنا ومناهج تعليمنا، نقوم بمجهودات «جبارة» فى سبيل الحفظ من أجل النجاح فقط، ثم يتبعه (نسيان مباشر) بمجرد الانتهاء من الاختبارات الفصلية قبل النهائية. كان وربما لا يزال من يذاكر مواد الحفظ (وهى الأغلب)، ويمتلك «ملكة الحفظ» يحصل على أعلى الدرجات نظير من يدرس ويذاكر طوال العام وهو «يشقى» من أجل أن يحفظ صفحات، ربما قيمتها التعليمية والفكرية ضعيفة جدا!
تخرجنا من تلك المناهج المدرسية، وغالبيتنا يعرف حجم قدراته فى مجال الحفظ جيدا.
لكن، ماذا عن مصير من لم يحظ بموهبة «الحفظ»، وهو يفضل أساليب الاستنتاج والتحليل أو التفكير خارج الصندوق؟!
لاشك فى أن الحفظ من أنواع الذكاء، وهناك أنواع وتصنيفات متعددة له، ليس المجال للحديث عنها!
نحتاج فى المدارس لصناعة أجيال تقنية موهوبة بالفطرة، عبر العمل على اكتشاف العقول وتحفيز الطلاب وتعويدهم على العصف الفكرى وعدم التركيز على بعض المواد التى لا تسمن أو تغنى والاستثمار فى تشكيل ذكاء الطالب الفطرى.. أليس ذلك أفضل؟
على المدارس الخروج من عباءة التقليدية وطرائق التلقين القديمة والعمل على تنويع أساليب التعليم الحديثة لاكتشاف الطلاب وتحفيزهم وتصنيفهم وفقا لدرجات ذكائهم من دون التقليل من قدراتهم أيا كانت، لأن فى ذلك اختصارا للمشوار على الدولة والجامعات وعلى الطلاب أنفسهم وأهاليهم فى تحديد مسارهم العلمى بحسب ميولهم الفطرية، حتى يمكن تنمية مواهب الطالب وتقويتها، وليبدع فى المهام الوظيفية المطلوبة لاحقا.
وكما يقول ألبرت أينشتاين «الجميع عباقرة، لكن عندما تحكم على سمكة أن تتسلق شجرة فإنها ستشعر أنها غبية طوال حياتها»، لذلك من الظلم أن يتحكم بتحديد مصير الطالب ومستقبله العلمى درجات قائمة على الحفظ والتلقين بينما هناك مجالات علمية ذهنية واسعة للتحفيز على التميز والتغريد فى فضاءات علمية متعددة. وتجارب الدول الأخرى التى تمكنت من الاستثمار فى صناعة العقول بدءا من المدرسة، كانت لها نتائج إيجابية انعكست على تطورها خصوصا فى أمريكا والدول الإسكندنافية واليابان وكوريا الجنوبية.
التعليقات