•• تعالت صيحات جماعات أولتراس ريال مدريد التى تأسست عام 1980 بواسطة 500 من المشجعين، على أصوات الطبول والمزامير وهم يرفعون لافتة كبيرة تقول: «ملوك أوروبا»، كأنهم يذكرون لاعبى فريقهم بأمجاد العظماء بوشكاش ودى ستيفانو وخنتو وسانتا ماريا وديل سول الذين توجوا أبطالا للقارة خمس مرات على التوالى، وتسع مرات حتى عام 2002.

•• لقد أكد خبراء ونقاد الكرة الاوروبية أن الفائز من مجموع مباراتى بايرن ميونيخ وريال مدريد سيكون هو المرشح الأول للفوز بلقب هذا الموسم.. والواقع أن أكبر التحديات التى تواجه أى فريق هى الفوز ببطولة أوروبا للمرة الثانية على التوالى فى العصر الحديث لكرة القدم. وهو تحد كبير حتى لو كنت جوسيب جوارديولا، وحتى لو كان فريقك هو بايرن ميونيخ.. لكن على الرغم من إدارة جوارديولا لآلة الاستحواذ الألمانية فى مدريد جاءت النتيجة لمصلحة رجال ماريو أنشيللوتى فى النهاية، ويقال إنه وضع إحدى قدميه فى استاد دا ليوز بالبرتغال فى المباراة النهائية يوم 24 مايو المقبل.

•• وجد ريال مدريد نفسه محاصرا فى بداية الشوط الأول من لاعبى بايرن ميونيخ حتى أن حارس مرمى الفريق الألمانى لم يختبر إلا حين سجل بنزيمة هدف فريقه الوحيد من هجوم مضاد رائع عبر أربع تمريرات سريعة. وقد كان الهجوم المضاد الفائق السرعة هو سلاح ريال مدريد الهجومى. وهو ما أضفى متعة على هذا اللقاء. فليس كافيا أن تدافع بفريق من عساكر الشطرنج كما فعل تشيلسى أمام اتليتكو مدريد قبل يوم من تلك المباراة. ولكن المتعة تأتى من دفاع صارم ومنظم ومن هجوم سريع ومنظم. وهو ما أعطى لشكل الصراع بين الريال وبايرن مذاقه.

•• كعادته لعب ريال مدريد بطريقة 4/3 /3. رونالدو وبنزيمة وإسكو. (لعب ريال مدريد مباراة نهائى الكأس أمام برشلونة بطريقة 4/4/2) والمدهش أن دى ماريا كان يتحرك متقدما هو الآخر فى الهجوم المضاد السريع مما منح طرفى ريال مدريد قوة هجومية بجانب تكليف إسكو بالمساندة فى الحد من خطورة إريان روبين. ولاحظ كم لاعبا يقابل الهولندى كلما امتلك الكرة فى جبهته اليمنى.. ثلاثة لاعبين على الأقل. تلك هى المساندة بالفعل، وليست المساندة بالنية كما نفعل نحن!.

•• بنزيمة هو رجل المباراة. وأنشيللوتى هزم جوارديولا بفن الهجوم المضاد. فلم تنجح آلة الاستحواذ البافارية فى تهديد مرمى إيكر كاسياس (72% امتلاك بايرن للكرة). فيما أهدر رونالدو فرصة تهديف سهلة. وتعرض جوارديولا كالعادة للنقد والهجوم من بيكنباور عقب المباراة حيث قال القيصر: «الاستحواذ لايساوى شيئا. سوف ينتهى بنا الامر بأن نلعب مثل برشلونة. نرد الكرة للوراء كلما اصطدمنا بحائط الدفاع. هذا يدفعنا إلى اليأس والملل»..

•• على الرغم من هذا الهجوم مازال الكثيرون فى محيط الكرة الأوروبية يرون جوارديولا هدية السماء لكرة القدم. وهو الذى ترك برشلونة حين أدرك أنه لن يحقق انتصارات جديدة. حين رفضت إدارة النادى تعزيز صفوف الفريق بنجوم جدد.. وستكون مباراة العودة فى أليانز أرينا يوم 29 أبريل الجارى اختبارا جيدا وجديدا لآلة الاستحواذ البافارية ومديرها جوارديولا فى مواجهة دفاع أنشيللوتى الحديدى وهجومه المضاد.

•• مباراة البايرن والريال أحلى من مباراة أتليتكو وتشيلسى.. وجميلة جدا كرة القدم.. أفضل بكثير من لعبة «الكانجعور».