الثمن الذى سيدفعه الإخوان - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الثمن الذى سيدفعه الإخوان

نشر فى : السبت 25 أبريل 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث : السبت 25 أبريل 2015 - 9:10 ص

أحدث جرائم الإرهابيين وقعت فى وقت مبكر من صباح أمس الجمعة حينما قام مجهولون بتفجير 3 خطوط غاز مغذية لمصنع كفر الدوار لتعبئة أسطوانات الغاز بالبحيرة. ولولا إغلاق محابس الغاز مسبقا فإن المنطقة كانت ستتعرض لكارثة لا يعلم مداها إلا الله.

هناك ما يشبه القانون الرياضى وهو أن كل عملية إرهابية تقع وكل شهيد أو مصاب يسقط فيها أو خسائر اقتصادية يدفعها المجتمع، تؤخر، وربما تلغى أى حديث عن مصالحة أو تهدئة أو توافق، والخاسر الأكبر من كل ذلك هو جماعة الإخوان أولا، وكل المجتمع ثانيا.

لكن هل الإخوان يدركون ذلك أم لا؟

عمليات العنف والإرهاب صارت شبه يومية وعند تشييع أى شهيد جديد فإن هناك هتافا شبه ثابت وهو «الشعب يريد إعدام الإخوان» أو «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله» وشعارات أخرى كثيرة مشابهة، بغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع هذه الشعارات أو الهتافات، فهى موجودة وتتزايد.

وقبل أيام أخبرنى أحد الأصدقاء بأنه مع كل عملية إرهابية جديدة فإن بعض القرى بدأت فى طرد من ينتمى إلى الإخوان أو من يجاهر بتأييد العمليات الإرهابية.

بطبيعة الحال ليس هذا أمرا جيدا، بل ينذر بخطر اجتماعى شديد، لكن فى المقابل علينا أن نقرأه فى إطاره السياسى والاجتماعى.

لو استمر هذا المناخ، فإنها ستصبح مسألة وقت فقط قبل أن يتحول الصراع ليصبح بين جماعة الإخوان والإرهابيين وكل المجتمع، علما بأنه شبه محصور الآن فقط بين قوى الأمن والإخوان.

من يسقط له مصاب أو شهيد سواء كان أخاه أو ابنه أو قريبه بأى درجة فإنه يتحول فورا إلى معارض لأى عملية تهدئة أو مصالحة أو حتى قبول بالعفو عن بعض المقبوض عليهم.

يرد الإخوان على هذه النقطة بالقول: ولماذا تنسون من سقط منا قتلى وجرحى من ٣٠ يونيو وحتى الآن؟!

ومع التأكيد على إدانة أى عمليات عنف من أى جهة أو انتهاك لحقوق الإنسان، خصوصا بحق المعتقلين أو المقبوض عليهم أو المتظاهرين السلميين، فإنه لا يحق لأى جهة، باستثناء أجهزة الأمن، ممارسة العنف فى إطار القانون، وبالتالى فإن سقوط مصاب أو قتيل فى مظاهرة لا يعنى إعطاء أهله أو أقاربه الحق فى قتل الشرطة، وإلا تحول الأمر إلى غابة وصراع ميليشيات، ولو وافقنا على هذا المنطق، فسوف نشهد حربا أهلية، لا قدر الله، فورا.

ولذلك فأكثر ما يخشاه المرء هو أمران، الأول أن يكون الإخوان حمقى سياسيين، بحيث لا يدركون خطورة ممارستهم للإرهاب أو حتى تشجيعهم عليه، وبالتالى فإنهم يضرون أنفسهم قبل أن يضروا غيرهم.

الأمر الثانى هو أن يكونوا مدركين لما يفعلون ويريدون التصعيد بحيث ندخل إلى الحالة السورية أو العراقية رافعين شعار: «علىَّ وعلى أعدائى» أو «أنا ومن بعدى الطوفان».

بعض المؤمنين بهذا الشعار يعتقدون أن الحكومة وأجهزتها سوف تقبل بحلول وسط اذا اشتدت العمليات الإرهابية. وعند هذه النقطة تحديدا، فالمؤكد أن الإخوان «حسبوها غلط»، ولا يمكن تصور أن تقبل الحكومة أن تجلس مع الإخوان على طاولة تفاوض أو تعطيهم أى تسهيلات أو تهدئ من ملاحقتهم وهم يتورطون يوما بعد يوم فى عمليات العنف والإرهاب.

يحسن الإخوان صنعا إذا توقفوا عن ممارسة الإرهاب أولا أو عدم دعمه وتشجيعه على الأقل، وبغير ذلك فنحن سائرون إلى مباراة صفرية سيدفع ثمنها الجميع، بما فيها بقية المجتمع.. وذلك حديث آخر.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي