لماذا ينشغل أردوغان بالإخوان أثناء الانقلاب؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا ينشغل أردوغان بالإخوان أثناء الانقلاب؟

نشر فى : الإثنين 25 يوليه 2016 - 10:40 م | آخر تحديث : الإثنين 25 يوليه 2016 - 10:40 م

فى أول ظهور للرئيس التركى رجب طيب أردوغان عقب فشل الانقلاب العسكرى ضده مساء الجمعة قبل الماضية، أصر على أن يرفع «علامة رابعة» الإخوانية ويكرر خصومته مع الحكومة المصرية فى حين أن بعض أنصاره سارعوا لاحقا للقول بأنه لم يكن يقصد «رابعة الإخوانية» بل رباعية «أمة واحدة ووطن واحد وجيش واحد وعلم واحد». لكن بعد الانقلاب بثلاثة ايام، وفى حواره مع قناة الجزيرة القطرية جاهر مرة أخرى بالعداء للحكومة المصرية وهو الأمر الذى يفعله بدأب غريب!. والسؤال الجوهرى حتى بعيدا عن إشارة رابعة هو: لماذا يضع أردوغان مصر فى رأسه بهذا الإصرار؟
وفى هذه الليلة لم يكن قد تأكد أن الانقلاب قد فشل، وكان وضع أردوغان نفسه مهددا، ورئيس أركانه مختفيا، والتهديدات مستمرة.
فى وضع مثل هذا فالمنطقى أن يكون أردوغان منشغلا فقط بتأمين نفسه ومساعديه وحزبه وحكومته وبقية نظامه ضد الانقلابيين.
تركيا الأردوغانية كانت ترفع شعار «صفر مشاكل» مع كل العالم، لكنها فى الأعوام الثلاثة الأخيرة دخلت فى صراعات مع كثيرين مثل روسيا وإسرائيل وسوريا والعراق ومصر، حينما جعلت بوصلة هذه العلاقات هى الموقف من جماعة الإخوان المسلمين أولا وأخيرا. لكن قبل أسابيع قليلة تصالحت تركيا مع كل من إسرائيل دون أن تحقق هدفها الجوهرى المعلن وهو رفع الحصار عن غزة، كما تصالحت مع روسيا واعتذرت لها علنا عن إسقاط الطائرة الروسية فوق الحدود السورية، بل أعلنت حبس الطيارين اللذين اتخذا قرار إسقاطها وتسريب أن الحكومة لم تكن راضية أساسا عن سلوك الطيارين. والأغرب أن هناك تقارير بوجود اتصالات تركية مع حكومة بشار الأسد من أجل التهدئة واللجوء إلى الحلول السياسية.
إذا لماذا لم يكرر أردوغان نفس السلوك مع مصر، وأصر على تكذيب بعض كبار مسئولى بلاده قائلا إن التهدئة لن تشمل مصر؟!
السؤال الذى لا أجد له إجابة هو: كيف لرئيس دولة يتعرض حكمه لانقلاب عسكرى، وفى أول مؤتمر صحفى يظهر فيه يصر على مناكفة مصر وإرضاء جماعة الإخوان بهذه الطريقة، وهل هذا سلوك رئيس دولة كان حكمه يتعرض لتهديد وجودى، بل إنه قال وقتها إن الانقلاب لم يتم احتواؤه بعد، ولاتزال هناك بعض جيوب المقاومة أو التمرد؟!.
كيف لرجل يفترض أنه مهموم بالانقلاب، ويجب أن يكون مشغولا تماما بتأمين نفسه وحكمه، أن يكون معظم تفكيره هو ما فعله معظم الشعب والجيش المصرى مع جماعة الإخوان؟!.
لست مهموما بإشارة رابعة ــ التى يقال إنها تم تصميمها فى تركيا أساسا ــ وأجد أن الحكومة المصرية أخطأت بشدة حينما تصدت لها فأعطتها قيمة رمزية كبيرة، لكن فى المقابل أن يصر رئيس دولة بحجم تركيا على أن يكرر هذه الإشارة طوال الوقت، فهو أمر يصعب أن يكون عفويا أو بلا أساس.
يمكن تفهم أن ينتقد أردوغان بعض الإعلاميين المصريين بسبب طريقة تغطيتهم للأحداث ليلة الانقلاب. وقد كال العديد من الانتقادات الحادة بهذا الصدد فعلا خلال حواره مع قناة الجزيرة القطرية، لكن لا يمكن مطلقا أن نتفهم أن يكون رئيس دولة يتعرض لانقلاب مشغولا ومهجوسا وملبوسا بجماعة الإخوان إلا إذا كان الأمر يمثل له التزاما داخليا وعقائديا وفكريا أو حتى منفعيا شديد الوضوح.. فهل أردوغان إخوانى تنظيمى أم متعاطف.. أم أنه يبحث عن مجد قومى تركى يريد إحياء الدولة الطورانية أم أنه يحلم بأن يكون خليفة للمسلمين عبر بوابة الإخوان؟!. سؤال مفتوح على احتمالات متعددة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي