الدون جوان.. رجب - كمال رمزي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدون جوان.. رجب

نشر فى : الثلاثاء 25 أغسطس 2015 - 10:55 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 25 أغسطس 2015 - 10:55 ص

فى هذه المرة يطالعنا بشخصية لا علاقة لها بـ«سالم أبو أخته»، الذى حقق به قدرا غير قليل من الشعبية كأنه يريد إثبات جدارته فى أن يغدو من نجوم الصف الأول معتمدا على حضور محبب وحبه واضح القسمات منسق الملامح بعينين غائرتين تلتمعان باليقظة منتبه دائما إلى ما يدور حوله يستجيب للمواقف بقدر كبير من الحماس فها هو فى «سالم..» ينادى على بضاعته بأعلى صوته وقد أطلق شاربا كثا، يمتد حول الشفتين موصولا بلحية صغيرة مندمجا فى دوره كأنه عاش منذ صغره بائعا على الأرصفة تطارده الشرطة ويخرج من صراع إلى ليدخل فى آخر.

على النقيض فى «سالم» يأتى «يوسف» الوجيه الأمثل الثرى بوجه حليق ملابس غالية صوته أقرب للهمس ناعم ودود مهذب كاذب.. هى عدته كخلبوص متمكن أو «دون جوان» لا يستطيع الاكتفاء بحبيبة واحدة نتابعة متنقلا من فتاة إلى ثانية ثم إلى ثالثة ورابعة.

«الخلبوص» فيلم مغامرات عاطفية قد يكون مسليا لكن مشاكله الفنية جعلته مفككا مسطحا لا تتذكر منه سوى شكل محمد رجب المتأنق بنظراته الملتمعة بالشغف تجاه كل شابة.

كاتب السيناريو، محمد سمير مبروك، جعل لكل بنت مقطعا طويلا، خاصا بها، لا علاقة بينها والأخريات، مما أدى إلى أن يصبح بناء الفيلم مفتقدا للوحدة، وبالضرورة، بدا كمجرد «اسكتشات» منفصلة، من السهل حذف فصل كامل، أو إضافة علاقات أخرى.. الفيلم، على قدر كبير من التفكك.

أضف إلى اختفاء البطلات تماما، عقب كل مغامرة، أن «الخلبوص» رسم كل شخصية على نحو كاريكاتورى، كرتونى، متعجل، بعضهن تنساه تماما، إلا فى حدود تلك الثرثارة الثورية، التى لا تتوقف عن ترديد الشعارات الطنانة.. وثانية ــ مع والدتها ــ انتهازية بلا حدود.. والثالثة، تبهت صورتها فى الذاكرة تماما، ناهيك عن الرابعة.

أما المخرج، إسماعيل فاروق، ففيما يبدو أنه، لأسباب إنتاجية، أسند أدوار الشابات، لممثلات ناشئات، تتقارب أشكالهن، مختلطة مع بعضهن بعضا.

جدير بالذكر أن اختيار الممثلين، من المهن الرفيعة المستوى، فى معظم سينمات العالم المرموقة، وأولى قواعدها، مراعاة الاختلافات الشكلية فى مثل هذه النوعية من الأفلام.

بعبارة أخرى: إذا كان عندك أربع بنات، لابد أن تكون إحداهن طويلة، والثانية قصيرة، والثالثة بيضاء والرابعة سمراء.. هذا التباين يعمق الحضور المستقل، المتميز، لكل منهن على حدة.. وهو الأمر الذى لا يتوافر فى «الخلبوص»، وعبثا تحاول التفرقة بين أشكال ميرهان حسين، أو ملك قوره، أو إيناس كامل، أو رانيا الملاح.

أجواء الفيلم، إجمالا، تدور فى أماكن مغلقة، بعيدة تماما عن دفء الواقع والحياة، لا نكاد نرى فتاة تعمل، وبهذا يكون الفيلم قد تجاهل البعد الاجتماعى لبطلاته.. وحتى الخلبوص نفسه، الذى أفرد له الفيلم مشهدا طويلا فى بدايته، وهو يتابع، بآلة تصويره، فأرا يجرى داخل شقته الأنيقة، مع معلومة أنه يعمل فى مهنة التصوير.. طبعا، لا يخطرنا الفيلم بأى معلومة عن تخصصه، فهل هو مصور فوتوغرافيا، أو فى مجال التلفاز، وهل هو مجرد هاو، أو من المحترفين.

بين الحين والحين، يتوقف الفيلم لنرى بورتريهات ثابتة، لمحمد رجب، فى بوزات وجيستات، تحاكى النجوم العالميين مرة، على طريقة ليوناردو دى كابريو، متطلعا.. وثانية، بملابس روبرت رد فورد البيضاء، فى «جاتسبى العظيم».. وهى صور لا علاقة لها بالفيلم، إلا إذا كانت تيمنا بنجوم يطمح رجب أن يصبح مثلهم، ونتمنى له ذلك الذى لا يمكن أن يتأتى بمثل هذا «الخلبوص» السطحى، المفكك الأوصال.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات