الفواصل الغائبة - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفواصل الغائبة

نشر فى : الأربعاء 25 سبتمبر 2013 - 8:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 25 سبتمبر 2013 - 8:20 ص

«عياش» حىٌ لا تقل عياش مات.. أو هل يجف النيل أو نهر الفرات

عياش شمسٌ والشموس قليلة.. بشروقها تهدى الحياة إلى الحياة

فى الخامس من يناير عام 1996، لقى المهندس الفلسطينى يحيى عياش مصرعه، بعد أن اغتالته الآلة العسكرية الإسرائيلية، عياش المهندس الذى كان من أخطر كوادر القسام فى العمليات ضد إسرائيل، اعتبرت تل أبيب مصرعه نصرا كبيرا، وبقصيدة مطلعها تلك السطور الافتتاحية نعاه الدكتور عبدالعزيز الرنتيسى، الذى لحق به فى 17 إبريل 2004.

كنت وإبراهيم الدراوى من ذلك الجيل الذى تربى واقتنع أن حماس حركة مقاومة، استقبل استشهاد عياش، كما استقبل شباب السبعينيات نبأ رحيل عبدالحليم حافظ، لكل جيل نجومه، وعياش كان نجم هذا الجيل.

استمر إبراهيم مقتنعا بحماس، فيما دفعنى جريان الأيام إلى الاكتفاء بطلب الرحمة للشهداء

•••

لم يضع الإخوان الفواصل المستحقة بين الأشياء، دفعوا الثمن وأخذوا فى طريقهم من شاركوهم هذا الثمن الفادح بجرم أو بحسن نية.

(الحزب والجماعة ــ الجماعة والإسلام ــ الرئاسة والجماعة ــ الجماعة وحركة حماس).

4 فواصل لم يشعر قادة الإخوان لحظة أنهم فى حاجة لوضعها بحدة وعنف ووضوح، فانتهوا إلى إهدار كل رصيدهم الدعوى والخدمى حين خلطوا الحزب بالجماعة، فحملوا النشاط الدعوى والخدمى عبء أخطاء السياسة. ربطت الجماعة بينها وبين الإسلام فى احتكار مبالغ فيه، زايدت واستغلت واستثمرت، روجت للاختيار الربانى والتكليف الإلهى وكأن أعضاءها رسل آخر الزمان، فانتهت بإساءة بالغة للإسلام حين بات من يتحدث عنه يكذب ويتحرى الكذب، يخلف الوعد ويخون الأمانة، يفجر فى الخصومة ويفترى فى الحديث، يقتل أو يحرض على القتل، ينتهك الأعراض أو يصمت على انتهاك الأعراض، يمارس التمييز أو يصمت على ممارسة التمييز. فقدت الجماعة الرئاسة حين حاولت أن تكون هى الرئيس، أن تحكم من خلف واجهة رجلها، أن تتخذ القرارات وتستبيح المؤسسات، دون أن تضع الفاصل المستحق بينها وبين الرجل الذى كان من المفترض أن يصير رأسا للدولة ورئيسا لكل المصريين.

لم تضع الجماعة فاصلا بينها وبين حركة حماس، تعاملت الأولى على أن الثانية ذراعها العسكرية المرابطة فى غزة، وتعاملت الثانية وكأنها فتحت مصر وبلغت حصون القاهرة، قبل أن تجد أسوار القدس.

•••

بذهنية المقاومة وككثير من المصريين عرف إبراهيم حماس وتعلق بها، قبل أن يتخصص كصحفى فى شئونها، ويبدو وكأنه مصدر أخبارها فى القاهرة، يمارس عمله تحت عين وبصر الأجهزة المعنية وبرضاها قبل الثورة على مبارك وبعدها، أنا هنا شاهد عيان بحكم «العشرة»، وبانتماء غير تنظيمى للإخوان تحكمه اعتبارات عائلية، جرفته مزايدات الإخوان فى نشوة انتصارهم الانتخابى فصار كأى متعاطف يدافع بالرأى عما تراه الجماعة صحيحا.

لكن أخطاء الحسابات السياسية بين الجماعة وحركة حماس، وغياب الفاصل الذى حدثتك عنه، لم يؤذ الجماعة فقط ولا حماس فقط لكنه تعرض بأذاه للقضية الفلسطينية برمتها، حيث أفسد ظهيرا شعبيا مصريا مساندا، وحول حركة المقاومة إلى طرف فى صراع داخلى مستمر، وجعل من صديق متهما بالتخابر.

لا أعرف دلائل هذا الاتهام ولا ما أستند إليه، لا استطيع أن أقطع أن أصدقائى لا يخطئون، لكننى على الأقل أثق فى حسن نواياهم.. وليس لدى شك فى أن إبراهيم يدفع فاتورة فاصل غائب، وصراع سياسى وُجد فى قلبه دون حول أو قوة.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات