عذرًا مريم قتلتك الحناجر - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عذرًا مريم قتلتك الحناجر

نشر فى : الجمعة 25 أكتوبر 2013 - 8:50 ص | آخر تحديث : الجمعة 25 أكتوبر 2013 - 8:50 ص

لو الفريق السيسى مش قادر يوفر لنا حماية لكنيستنا احنا نحميها بدمنا وسلاحنا، فين الأمن والأمان، كنايس مفيش عليها حراسات ولا أمن؟ لو كنا كمصريين نور عين الجيش يجيبولنا اللى قتلونا عشان نقتص منهم لأنهم إرهابيين قتلوا أرواح ملهاش ذنب، الشرطة جت متأخرة زيادة عن اللزوم، بعد الضرب على طول كنت موجود على باب الكنيسة واتصلت بأرقام القوات المسلحة والشرطة العسكرية بعد لما الشرطة ما ردتش علينا وبرده محدش رد علينا كان يمكن محاصرة القتلة، لأنهم خرجوا هربانيين بالموتوسيكلات على كوبرى الساحل، احنا هنفضل نتقتل علشان محدش بيعرف كل مرة مين اللى قتل ونقعد نقطع فى نفسنا طول الوقت عشان نعرف الحقيقة، ويعملوا لجان تقصى حقائق، وتطلع كلام ومفيش نتيجة حقنا بيضيع كل مرة».

كانت هذه كلمات والد عروس كنيسة الوراق وعم الطفلة (مريم أشرف) التى لقيت ربها وهى لم تتجاوز الثامنة من عمرها، فى نفس الوقت ومع هذه المأساة يخرج المستشار السياسى لرئيس الجمهورية فى تصريح عنترى مثير للضحك والشفقة قائلا: نحن نعرف من قتل اخواننا فى الوراق وسنقتلع الارهاب من جذوره.

•••

أعلنت مصر الحرب على الإرهاب عبر جنرالات الفضائيات من إعلاميين وخبراء أمنيين وعبر أوبريتات (مصر قد الدنيا) وعبر تفويض تم طلبه من الناس لمواجهة إرهاب محتمل ويبدو أن كل ما يحدث من كوارث لا يراه السادة الكرام إرهابا حقيقيا حتى الآن، طالت ضربات الارهاب مواقع سيادية وكادت تقنص وزير الداخلية نفسه واختطفت أرواح الأبرياء من أمام دور العبادة فى وقت فرحهم وتم تصفية العشرات من جنودنا المساكين بدم بارد فى سيناء والاسماعيلية ومازالت التصريحات العنترية والرسائل العاطفية هى السلاح الذى نستخدمه فى مواجهة الارهاب.

الداخلية مشغولة بالقبض على فتيات مدارس الإعدادى اللاتى رفعن بالونات عليها علامة رابعة كما أنها تقوم بجهد مكثف لملاحقة التلاميذ الذين يحملون جداول حصص ومساطر عليها نفس الرمز وهكذا فلسفة واستراتيجية مواجهة الارهاب فى مصر.

يتم حبس أربع فتيات لم تتجاوز أعمارهن الرابعة عشرة لمدة 15 يوما بتهمة رفع (بلالين) رأى فيها الأشاوس أنها تمثل خطرا على الأمن القومى فى مشهد فج لم يحدث فى أسوأ العصور المظلمة فى تاريخ مصر، وعلى الناحية الأخرى نكتشف عدم وجود أى نوع من انواع التأمين للكنيسة التى حدثت أمامها الجريمة.

البلطجية وقطاع الطريق يجوبون شوارع مصر يسرقون سيارات الناس، ودور الشرطة هو التفاوض مع اللصوص لتقليل مبلغ الفدية المطلوب لإعادة السيارة! يتم توقيف المواطنين فى الشارع للسرقة وتتعدد جرائم اختطاف واغتصاب النساء فى وضح النهار وتستمر منظومة التعذيب فى أقسام الشرطة، ويتم ضرب أطباء مصر والاعتداء عليهم داخل المستشفيات دون أى حماية، ومازال المهرجون والمدلسون يقولون إن الشرطة تصالحت وعادت لحضن الشعب.

أما الحكومة فمشغولة بإقرار قانون للتظاهر أجمع الكل بمن فيهم وزراء من الحكومة نفسها أنه أسوأ من القانون الذى فرضه الاحتلال البريطانى لمقاومة التجمهر.

•••

القضاء على الارهاب لن يكون بمداعبة المشاعر الشعبوية واستثارتها، ولن يتحقق إلا باستخدام أسلوب علمى لمكافحة الجريمة، المزايدات المستمرة على من ينصحون السلطة بالتوقف عن العبث يجب أن تتوقف، من يصنفهم الحمقى بأنهم طابور خامس تثبت الأيام والأحداث أن ما حذروا منه يحدث ويزيد طالما تم إلغاء صوت العقل والانصياع لحمقى مصابين بالهوس يدقون طبول اشعال الحرب وتمزيق المجتمع.

اعتقلت الداخلية آلافا بتهمة التحريض على العنف دون أن يتم تقديم شخص واحد للمحاكمة حتى الآن فهل توقف العنف؟ إذا استمرت السلطة فى مصر فى مواجهة الارهاب بنفس الأساليب فإن مصر ستتحول إلى مركز للإرهاب الدولى خلال فترة قصيرة.

مواجهة الإرهاب تبدأ بتجفيف المنابع فكيف بمن يخلقون كل يوم منبعا جديدا عبر الظلم والقهر وعشوائية الفعل؟ لن يمكن القضاء على العنف السياسى إلا إذا كانت هناك وسائل للتعبير السلمى الآمن عن المطالب السياسية، لن يمكن القضاء على العنف الاجتماعى إلا إذا توفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة لملايين المهمشين حتى يشعروا بالعدالة الاجتماعية وبكرامتهم الانسانية، لن يمكن القضاء على الارهاب ما لم تطبق منظومة العدالة الانتقالية لتطفئ نار الثأر فى قلوب الآلاف ممن أضيروا فى أبنائهم وذويهم من الأنظمة السابقة والنظام الحالى، لن يتوقف الارهاب إذا ظلت منظومة العدالة فى مصر لا ترد حقا ولا تنصف مظلوما ببطئها المميت لذا سيأخذ كل صاحب حق حقه بيديه لتحكمنا شريعة الغاب.

•••

الدولة المصرية تتصدع والخطر يحدق بها من كل جانب، منهم من يريدها سوريا جديدة ومنهم من يريدها دولة للخوف والقمع ومنهم من يقودها للفشل والاقتتال الأهلى، يا أصحاب الضمير الحى انتفضوا ولا تخضعوا للابتزاز اتركوا حساباتكم السياسية والانتخابية وقولوا كلمة حق لكل من بغى فمصر أعظم من أوهام هؤلاء وهؤلاء، لن يركع شعب مصر لجماعة الاخوان وهى تصر على الانتحار وإغراق السفينة معها عقابا للمصريين على اسقاطها من السلطة، ولن يسجد شعب مصر لفرد ولا مؤسسة تعتقد أنها وصية على المستقبل، معركتنا واضحة لإقامة ديمقراطية كاملة غير منقوصة تحترم الانسان وتعلى كرامته، وكل من سيقف أمام إرادتنا ستسحقه عزائمنا ويطويه حلمنا، أنتم تقفون أمام عجلة الزمن وسنن الكون، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات