عالم برشلونة المسحور - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عالم برشلونة المسحور

نشر فى : الأربعاء 25 نوفمبر 2015 - 10:00 ص | آخر تحديث : الخميس 26 نوفمبر 2015 - 8:42 ص

تعاطف معى صديق عزيز، ونصحنى بمشاهدة الأهداف الستة لفريق برشلونة الإسبانى فى مرمى فريق روما الإيطالى للهروب من كآبة ورتابة التفكير المستمر فى شئوننا وشئون بلاد العرب التى لا تسر.

بالأمس شاهدت الأهداف الستة عدة مرات، ثم انتهيت إلى مشاهدة مباراة الفريقين كاملة. بسعادة حقيقية، تابعت اللعب الجماعى والمهارات الفردية للاعبى برشلونة، والجمال الساحر لتحريك الكرة بدقة وسرعة وبنزعة هجومية لا تتوقف، والموهبة الاستثنائية لميسى ولنيمار. أخرجتنى المباراة البديعة من حصار الأخبار البائسة التى تلاحقنا يوميا، وأدخلتنى طوال فترة مشاهدتها إلى عالم مسحور كثير الابتسامات لا صلة له بالقبح والجنون المحيطين بنا.

وعندما هاتفت صديقى لأشكره على نصيحته الرائعة وأخبره بالسعادة التى غمرتنى أثناء مشاهدة المباراة، بدأنا نتذكر سويا مباريات كرة القدم التى أدخلتنا هى أيضا إلى عوالمها المسحورة والجميلة ونبحث عن تسجيلات لها على موقع يوتيوب. وساعدنا فى ذلك، هويتنا «الأهلاوية» والمصرية المشتركة. ذكرت صديقى بالمباراة النهائية لكأس مصر 1978 التى جمعت بين الأهلى والزمالك، وأنهاها نادينا لصالحه بنتيجة 4/2، وبهدف رائع لطاهر الشيخ، وكرر بها الكابتن محمد لطيف رحمه الله بعد كل هدف للأهلى جملة «لأن النادى الزمالك عشر أنفار ومطرود منه واحد» 

تذكرنا معا هدف محمود الخطيب فى مرمى «عتوقة» فى مباراة الذهاب بين المنتخب الوطنى ومنتخب تونس فى المحطة الأخيرة لتصفيات كأس العالم 1978، وكلمات الكابتن لطيف «برافو يا خطيب، كل الدنيا، 3/1، بعد دقيقة واحدة الجون بيخلص، ده إيه ده، ده إيه ده».

ثم المباراة النهائية فى كأس العالم 1978 بين الأرجنتين، وهولندا، والتى كانت المباراة الأولى التى شاهدناها تليفزيونيا بالألوان وأجاد بها الفريق الهولندى وخسر كعادته فى السبعينيات.

والمباراة الماراثونية فى نصف نهائى كأس العالم 1982 بين فرنسا وألمانيا (الغربية)، تقلباتها العنيفة وشدة إثارة فصلها الختامى ضربات الجزاء الترجيحية.

عادت بنا الذاكرة إلى استاد القاهرة ومباراة العودة بين المنتخب الوطنى ومنتخب الجزائر فى تصفيات كأس العالم 1990، وبها سجل حسام حسن الهدف الوحيد فى مباراة اتسمت بالخشونة الشديدة، وارتبط سحرها بفوز المنتخب ومشاركته التى طال انتظارها فى كأس العالم، وبوجودى فى استاد القاهرة وسط طوفان بشرى حقيقى.

 

وأخيرا، هدف محمد أبوتريكة فى مرمى الفريق التونسى «الصفاقسى» فى دورى الأبطال الإفريقى 2006 الذى أهدى الأهلى فوزا دراميا فى لحظات نهاية المباراة.

لم يقبل صديقى أن ننهى مكالمتنا دون وعد منى بعرض «قائمتنا» لمباريات العوالم المسحورة فى هذه المساحة، عل القائمة تصنع شيئا من السعادة لبعض القراء وتضع بعض الابتسامات على وجوه يرهقها حصار الأخبار البائسة والقبح والجنون.

وها أنا أفعل فى هروب يوم واحد من شؤوننا العامة وأزماتنا المتراكمة، متمنيا على القراء المحبين لكرة القدم أن يضيفوا إلى قائمتنا المتواضعة مباريات عوالمهم هم المسحورة وروابط تسجيلاتها من خلال توظيف خاصية «التعليق على المقال» المتاحة على الموقع الإلكترونى لجريدة الشروق (www.shorouknews.com). فاحتياجنا للإبداع والجمال فى مواجهة القبح والجنون لن يزول سريعا، وحتما سيفرض علينا التنقيب المستمر عن عوالم مسحورة أخرى إما نستدعيها من حفريات الذاكرة أو نكتشفها فى مساحات جديدة علينا.


عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات